أكدت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جورجيت غانيون خلال زيارتها إلى مدن غدامس ودرج وأوال الحاجة إلى زيادة الدعم الحكومي للتنمية المستدامة في ليبيا.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام بحسب بيان للبعثة الأممية إنها استمعت إلى “العديد من الانشغالات بشأن الحاجة إلى متخصصين مدربين في الرعاية الصحية، وإلى مرافق تعليمية عالية الجودة، فضلا عن الاهتمام بالبنية التحتية بشكل عام مثل توفير المياه ووسائل النقل والطرق”.
وأضافت المسؤولة الأممية أن “الأمم المتحدة في ليبيا تعمل مع الحكومة، من خلال إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة، لدعم المجتمعات المحلية، ولكن من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم المالي الحكومي لضمان المساواة في الوصول إلى الموارد والفرص للجميع”.
وأعربت غانيون عن سعادتها “بزيارة مدينة غدامس القديمة والوقوف على الجهود والخطط الرامية إلى ترميم مدينة السلام الفريدة من نوعها، وهي أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وواحدة من أقدم المدن الصحراوية وأكثرها شهرة”، مشددة على الحاجة الملحة إلى الحفاظ على هوية غدامس الثقافية والاقتصادية الغنية.
كما أجرت غانيون زيارة تفقدية لثلاثة مواقع في درج وغدامس، حيث نفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا مشاريع لدعم التنمية المستدامة من خلال تركيب الألواح الشمسية لتوفير الكهرباء للإنارة في المرافق الطبية وفي أحد المساجد وعلى طول المسار السياحي في مدينة غدامس القديمة. بالإضافة إلى ذلك، زارت نائبة الممثل الخاص مركزًا لتدريب النساء تم تجديده وتجهيزه في بلدية درج، كما تفقدت مدرسة ابتدائية في حاجة ماسة إلى إعادة التأهيل في أوال حيث التقت كذلك بأعضاء المجلس البلدي وأعيان الطوارق لمناقشة بواعث قلق المجتمع المحلي.
وقالت غانيون إن “المواطنين في غدامس ودرج وأوال تحدثوا عن الإمكانات البشرية والاقتصادية الكبيرة في مجتمعاتهم المحلية لتعزيز التنمية المستدامة”، مضيفة أن هذه الإمكانات يمكن إطلاقها بالكامل من خلال زيادة دعم التنمية والاستثمار من قبل الحكومة.
وخلال زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى غدامس ودرج وأوال الأسبوع الماضي، ناقشت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مع أكثر من 100 من قادة المجتمع المحلي والشباب والنساء انشغالاتهم ومشاكلهم، واستمعت للحول التي يقترحونها للدفع بعجلة التنمية المستدامة وتعزيز السلام في مجتمعاتهم، وكيف يمكن للحكومة والأمم المتحدة في ليبيا مواصلة دعم جهودهم.
وشدد ممثلو المجتمعات المحلية في المدن الثلاث على حاجتهم إلى خدمات أساسية أفضل، بما في ذلك تحسين الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي والتعليم الشامل والمرافق المجتمعية، وخاصة للشباب والنساء. كما سلطوا الضوء على الفجوة الكبيرة في فرص العمل وعدم المساواة في الحصول على مناصب في القطاع العام.
وخلال اجتماع مخصص للشباب في مدينة غدامس، أطلقت غانيون استراتيجية الشباب يشارك، وهي استراتيجية جديدة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تهدف إلى التركيز على مناصرة الشباب وتوفير فرص التدريب والتشبيك لهم لبناء مهاراتهم.
وبينت البعثة الأممية أنه سيتم تجميع التوصيات المقدمة من الشبان والشابات ونقلها إلى صناع القرار داخل ليبيا وعلى المستوى الدولي، حتى تكون أصوات الشباب مسموعة عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحديات التي تعترض البلاد في الوقت الراهن.