بمناسبة الذكرى الأربعين على مقتل ضابطة الشرطة البريطانية إيفون فليتشر أمام مبنى السفارة الليبية بالعاصمة البريطانية شارك مئات الأشخاص في وقفة احتجاجية حاملين صورها وذلك خلال حفل تأبين بميدان سانت جيمس أمام مقر السفارة الليبية في لندن.
قتلت الضابطة إيفون فليتشر بالرصاص خارج مبنى السفارة الليبية في ميدان سانت جيمس بلندن عن عمر 25 عاماً أثناء قيامها بمراقبة مظاهرات مناهضة ضد حكم معمر القذافي وذلك في السابع عشر من أبريل من العام 1984، وأُدين في هذه القضية صالح إبراهيم مبروك بالمسؤولية المشتركة عن وفاتها في العام 2021 في قضية مدنية رفعها ضده صديقها وزميلها “جون موراي” الذي وعدها وهي تحتضر بأنه سيجد المسؤولين عن وفاتها، وقال لصحيفة ذا ناشيونال إنه واثق من قدرته على تحريك الدعوى القضائية “في غضون أسابيع” موراي البالغ من العمر الآن 67 عامًا، رفع دعوى خاصة ضد المبروك الذي يعيش في ليبيا حالياً بعد أن أسقط المدعي العام في المملكة المتحدة القضية ضده في عام 2017 وتضمنت الدعوى أيضاً طلب تسليمه إلى المملكة المتحدة لمحاكمته، وقد أعلن موراي بأنه سيبدأ محاكمة خاصة في جريمة قتل فليتشر.
وذكر موراي لصحيفة ذا ناشيونال بأنه بمجرد أن نقدم المبروك إلى المحكمة الجنائية على فعلته على مدار الأربعين عامًا الماضية سيكون قد انتهى دوره والأمر الآن متروك للمحكمة لتقرر ما إذا كان المبروك مذنبًا أم بريئًا.
وكان المبروك الذي نفى مسؤوليته عن الجريمة والذي اعتقل في لندن عام 2015، لكن الادعاء أسقط القضية عنه بعد عامين لأن الأدلة الرئيسية كان يجب أن تظل سرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وتم منع المبروك من دخول المملكة المتحدة في العام 2019 بسبب الاشتباه في تورطه في جرائم حرب.
و تحدث موراي إن القتل الإرهابي لإيفون فليتشر كان أحد أسوأ الفظائع التي ارتكبها القذافي حتى يومنا هذا وسنستمر للسعي وتحقيق العدالة لإيفون على الرغم من أننا حققنا انتصارات تاريخية في كل من المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف.
و أفادت شرطة العاصمة لندن إنه لا توجد حالياً خطوط تحقيق نشطة، وإن احتمال العثور على مزيد من الأدلة لا يزال منخفضاً ومع ذلك فإن التحقيق في جريمة قتل فليتشر لن يتم إغلاقه أبدًا، وسيتم تقييم أي معلومات جديدة ذات صلة تظهر للضوء والتحقيق فيها بشكل أكبر.
وصرح مارك رولي مفوض شرطة العاصمة لندن بأن حياة فليتشر كانت مليئة بالمهنية، وأضاف نحن اليوم وبعد مرور 40 عامًا على ذلك اليوم الرهيب، أضم صوتي إلى الجميع في العاصمة وعبر الشرطة في الإشادة بها والاعتراف بتضحياتها وإبقاء عائلتها وأصدقائها وزملائها في أذهاننا، وأن القتل الإرهابي لإيفون فليتشر قبل 40 عاماً كان أحد أسوأ الفظائع التي ارتكبها القذافي والعدالة هي ما سنحصل عليه لزميلتنا التي سقطت لأننا لن ولن نستطيع أن ننساها أبدًا.
ووضع الحضور الزهور على قاعدة النصب التذكاري في الموقع الذي توفيت فيه فليتشر وانتهى الحفل بإطلاق سبع حمامات بيضاء تكريما لضابط الشرطة القتيلة.