بحثت وزارتي الخارجية والصحة بالحكومة الليبية خلال اجتماع تمهيدي الخميس، أوضاع اللاجئين السودانيين وذلك في ظل ازدياد أعدادهم في ليبيا، وناقش المجتمعون أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا، خاصة في الكفرة وأجدابيا، والدور الذي يمكن لوزارة الخارجية أن تلعبه في التنسيق مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لهم.
كما حضر الاجتماع وزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الهادي الحويج، ووزير الصحة عثمان عبد الجليل، ومديرو المستشفيات العامة، ومدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية.
وأكد عميد بلدية الكفرة عبد الرحمن عقوب، استخراج أكثر من 18 ألف شهادة صحية للنازحين من السودان منذ بداية العام الحالي،مشيرا إلى وجود أكثر من 800 حالة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي، بعضها مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة والدرن.
وأعرب عقوب عن تخوفه من انتشار الأمراض داخل المدينة والقرى المجاورة،لافتا إلى قيامهم بترحيل 120 حالة مصابة من أصل 800 الجمعة الماضي، وقدر عقوب أعداد اللاجئين السودانيين الذين يدخلون إلى بلدية الكفرة بنحو ألف نازح يومياً، ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد السودانيين المتواجدين في ليبيا، لكن المصادر المحليّة رجحّت تجاوز أعدادهم الخمسين ألفا، بينما يستمر تدّفق موجات إضافية من النازحين.
ومنذ شهر أكتوبر حتى شهر مارس الماضيين كشف مدير مستشفى الكفرة التعليمي إسماعيل العيضة رصد حوالي 798 نازحًا مصابًا بالتهاب الكبد الوبائي، ونحو 45 مصابًا بالإيدز، و28 مصابًا بمرض الدرن الرئوي، بالإضافة إلى 102 مصابين بالملاريا، وأعلن مدير المستشفى رصد إصابات بأمراض معدية في صفوف النازحين القادمين من السودان إلى مدينة الكفرة.
ووصف العيضة الوضع الصحي في الكفرة بأنه في غاية الخطورة، وأضاف أن معظم النازحين المصابين يعانون أمراضًا معدية وخطرة مثل الدرن والإيدز والتهاب الكبد الوبائي والملاريا، ناهيك عن الأمراض الجلدية.
وأعرب مدير مستشفى الكفرة عن وجود مخاوف كبيرة من انتشار مرض الدرن خاصة مع ازدياد أعداد النازحين من السودان ووصول الاشتباكات إلى دار فور، واقترابها من المحيط الحدودي لمدينة الكفرة.
ويعدّ السودان الآن بؤرة لأكبر أزمة نزوح في العالم، سواء داخل السودان أو في الدول المجاورة، خاصة النساء والأطفال، حيث يفر الملايين بسبب الهجمات المروعة التي تسببها الأطراف المتحاربة، وفقًا لما أكده الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان بمناسبة مرور عام على الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومع مرور عام كامل على اندلاع الحرب في السودان واستمرار القتال العنيف المتمدد في مساحات شاسعة بالسودان، تقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الدول المجاورة للسودان تعيش أيضًا واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية وأزمات اللجوء وأكثرها تعقيدًا على مستوى العالم.