تتزين مدينة غات في ليلة النصف من رمضان بأجواء احتفالية مميزة، حيث يخرج الأطفال بعد صلاة المغرب في مجموعات صغيرة، مرتدين أبهى ملابسهم، حاملين أكياسهم الفارغة؛ لينطلقوا في جولة بين بيوت الجيران لجمع الحلوى، والنقود في تقليد رمضاني يُعرف باسم “جيكندابو”.
تعكس هذه العادة التراثية روح المحبة، والتكافل الاجتماعي، حيث يستقبل الأهالي الأطفال بكرم وسخاء، مقدمين لهم المكسرات والحلويات، وسط أجواء من الفرح والبهجة، ويُشبه “جيكندابو” في طابعه الاحتفالي عادة “القرقيعان” المنتشرة في دول الخليج، حيث يخرج الأطفال للاحتفال بمنتصف رمضان بأهازيج وأناشيد تراثية تعبّر عن الفرحة بهذا الشهر المبارك.
يبدأ الاحتفال بـ”جيكندابو” بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى عودة المصلين من صلاة التراويح، حيث يعود الأطفال إلى منازلهم محملين بالغنائم، والحكايات السعيدة عن مغامرتهم الرمضانية.
ويحرص سكان غات على التمسك بهذا الموروث الشعبي، باعتباره جزء من هويتهم الثقافية، وسبيل للحفاظ على روح التآخي، والترابط بين الأجيال، وكما هو الحال مع “القرقيعان”، يبقى “جيكندابو” تقليد راسخ يُضفي نكهة خاصة على ليالي رمضان، محفور في ذاكرة الأطفال الذين يكبرون على إيقاع هذه العادة الجميلة.