الأديب الإعلامي _ عبدالله عبدالمحسن
إنه ذلك الأديب الذي استقطر الأدب حتى أصبح جزء من روحه .. عبد الله عبد المحسن عبد الله حسن خليل امبارك بحيري الجماعي ولد 10/3/ 1952 بمدينة مرسى مطروح حيث هاجر جده 1915 إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا .. ولكن أباه عاد إلى موطنه الأصلي ليبيا في العام 1960 … درس الابتدائية بمدارس مطروح حيث عاش .. كانت العائلة تقطن ضمن منطقة تضم عددا من العوائل الليبية المهاجرة فلقبت المنطقة ( بعزبة المغاربة ) أي القادمين من غرب البلاد , حين عودة أسرته , أقاموا بمدينة بنغازي بحي اسكابلي ودخل المدرسة الإعداديــة بشارع الجزائـر كانت تسمـى ( الأمير ) كما سميت الأحرار بعد ذلك .. أما الثانوية فدرسها بمدرسة ( شهداء يناير) حتى تحصل على ليسانس القانون متخرجا عن جامعة قاريونس 1977 م ..
بدأ دراسة الماجستير ولكنه توقف لسببين الأول ولعه بالعمل الإذاعي والصحفي .. والثاني لقوله :
((لأننا لم نع بعد معنى دراسة عليا فما لم تكن هي البحث العلمي التنقيب والتعب لن أعتبرها إلا كراسي مدرسة ابتدائية ونحن نلقن دروسا ليس إلا تستنزف وقتي ولن تضيف لي جديد إلا شهادة عليا قد تحسن من وضع وظيفي أو مادي )) فتركه غير آسف لينشط في مجالات أدبية إعلامية وفنية وجد فيها نفسه وأفنى لأجلها شبابه .. خاصة مع ولعه بالعمل الإذاعي حيث بدأ بين الأعوام 1972 _ 1975 يذيع صيته كمذيع أخبار يخرج من السادسة صباحا منتظرا سيارة الحركة بالإذاعة ليكون جاهزا السابعة للخروج بالنشرة الإخبارية عبر راديو ليبيا .. بمجرد أن استكمل شهادته الثانوية وبتواجده الدائم في المكتبة الثقافية واقترابه من مرتادي المركز الثقافي المصري من ممثلين وفنانين وإذاعيين ومعلمين بينن الليبيين والعرب من كل الأقطار .. والقريب مكانا من المبنى الأصيل للإذاعة الليبية في شارع عبد المنعم رياض حاليا .. ولقدرته على التقمص وحبه للمسرح والتمثيل وكتابة الشعر التي يقول عن ملامحه الشعرية الأولى فيه :
(بدأت طفلا ومحاولاتي الشعرية تأكدت بعد وفاة عبدالناصر)
في الصغر كنت العب مع الصغار كل الأدوار لجميع الأفلام المرئية التي أشاهدها في دور العرض..وفى المركز الثقافي المصري ببنغازي كنا نجلس في السهرات لنحكي لبعضنا حكايات حقيقية مبالغا فيها وحكايات من وحى الخيال وحكايات جداتنا ..وكنا نتلصص على كبار السن ونتعلم منهم ما يحكونه من مغامرات وعندما كبرنا قليلا صرنا نحن نفعل المغامرات ونحكيها.
وقد بدأت في المرحلة الأساسية الابتدائية في مطروح ؛ والاعدادية بتشجيع مدرسي بمدرسة الأمير أقوم بالمشاركة في الفرق التمثيلية بالمؤسسات التعليمية التي كنت ادرس بها وكنت احد المهتمين بالخطب في طابور الصباح والإذاعة المدرسية .. فى المرحلة الثانوية بدأت تتكون شخصيتي ( بمدرسة بنغازي الثانوية بنين ) التي تحولت فيما بعد إلى ( مدرسة شهداء يناير) عندما قمنا بمسيرة إلى المقابر ونحن نحمل صور الشهداء البيجو وبن حريز والنقاز وبقية الشهداء فقد كان يحضر إلينا بعض ضباط مجلس قيادة الثورة (مصطفى الخروبى ،وعبدالفتاح يونس ،وابوبكر يونس جابر ) يتحدثون عن الثورة وعن أهميتها وعن قائدها معمر القذافى وكنت استمع إليهم بشغف نظرا لاشتراكي في مسيرة راجله في بنغازي عند قيام الثورة في 1969 وكنت صغيرا في نظر أسرتي وكم خافوا علي وقتها .. ولكنني في كل مرة كنت أقنعهم بضرورة ما أفعل .. لأننا في فترة وجودنا في مطروح وحيث كان معمر القذافي شابا خرج في مظاهرة من أجل نصرة القومية العربية ضد العدوان الأمريكي على مصر .. والذي خرجت طائراته من قاعدة الملاحة بليبيا وكلنا كان يعلم أن ليبيا لم تستقل مطلقا في بوجود القواعد العسكرية الأجنبية في أكثر من موقع ليبي مهم .. القواعد الأمريكية والإنجليزية , و في تلك الفترة بدأت اكتب الشعر وشاركت في أمسية رسمية بقصيدة كتبتها عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد وفاته اذكر منها (قد نسيناه بعد يوم الأربعين ..)وكنت قبل ذلك اكتب محاولاتي الشعرية وابعث بها لتنشر في العديد من الصحف مثل العمل والحقيقة والى بعض البرامج الإذاعية …
عبد الله عبد المحسن هو ذاك الشاب الذي تميز بالهم الوطني العاطفي الذي اجتاح فكره و قلبه ملأه كتابة ففاض معينه.. فهو الشاعر والقاص والصحفي والباحث المسرحي والإذاعي …لأكثر من ربع قرن فمن البدايات الساذجة والمباشرة عبر المشاركات الإذاعية والصحفية في بداية السبعينيات إلى النضج وامتلاك الأدوات خاض الأديب عبدالله عبدالمحسن رحلة طويلة، حتى أصبح يحتل مكانا بارزا في قوائم الأفضل في الساحة الأدبية والأوساط الثقافية والإعلامية، وان كان البعض لا يعرفه إلا إذاعيا لامعا إلا أن الكثيرين ممن عمل معهم في المجالات الصحفية والمسرحية والتصحيح اللغوي والإخراج الإذاعي والتمثيل المرئي والمسموع تعرفوا عن كثب على مواهب أخرى حباه الله بها .
وكانت هذه السطور التي كتبها عن نفسه ولأول مرة ساردا بعضا من سيرته الذاتية قد حملت بحثه الدائب عن التأكيد ورغبته الصادقة في التجديد وثورته على القوالب الجامدة والهرب من الأطر الثابتة …
_قصيدته استباحة آخر إنتاج أدبي شعري له كتبها وهو على فراش المرض 2006 متألما .. عنوانها شكل ديوانا .. فتبلور
رغم احتوائه على 30 قصيده اتضح في تلك الاستباحة التي قال فيها شارحا همه :
بغمضة عين مر العمر … وأنا أنظر في مرآتي
أتفحصها .. أتأملها … ألمح زلاتي .. هفواتي
كانت مرآة مصقولة … صارت ملأى بالعثرات
فيها كل شجون العالم … متوسدة إحباطاتي
هذا شرخ صباي الذاهب … هذا كسر الزمن العاتي
تلك حروق .. تلك ندوب .. ذلك بعض من أزماتي
حين سئمت … وقلبي أجهش بالنبضات
كنت أريد رحيلا سهلا .. ياسيدتي .. يغمر ذاتي
لكن كيف أسافر .. والمرسى ناء
وحياتي
قد كبلها حزن كاسر … يسري في صحوي .. وسباتي
صرت مباحا جدا.. جدا .. جدا يامولاتي
صار الحاضر مثل الآتي .. أفتح كوة أمل حينا في الظلمات
فإذا العتمة أكثر ظلمة … وأنا مجهول الخطوات
( في المرحلـة الجامعية .. عبدالله عبـدالمحسن )
( مسرحيا .. ورياضيا .وكاتبا…وإذاعيا )
كتب ضمن سرده عندما دخلت الجامعة (قاريونس )بدأت عالما آخر شاركت في العمل المسرحي وكان من بينها مسرحية من إخراج صلاح العجوز تم حجبها وشاركت في بطولات تنس طاولة وفى الحفلات الفنية والموسيقية وكنت أشارك بشعري وكتاباتي في الاصبوحات والأمسيات الشعرية كما كنت أدير بعض الندوات التي تقيمها الجامعة إلى جانب اننى انشر شعرا ونثرا في الصحف والمجلات والدوريات التي تصدر عن جامعة قاري ونس وفى ذات الوقت كنت اعمل مذيعا بمكأفاة في إذاعة الجماهيرية (الثورة الشعبية )آنذاك حيث قدمت فيها عددا كبيرا من الأعمال البرامجية المرئية والمسموعة وشاركت في عدة حفلات مشتركة ليبية عربية في بنغازي وطرابلس وأغلب مدن وقرى الجماهيرية وقد اثر ذلك سلبا على دراستي عدة سنوات إلى إن انتقلت رسميا إلى العمل الجامعي لاستكمال دراستي القانونية وبالفعل أكملتها ..
(العمل القضائي لم يستهوني فأسست صحيفة)
بعد التخرج من كلية القانون جامعة قاريونس .. عملت باحثا قانونيا بإدارة الشئون القانونية بجامعة قاريونس .. وعملت رئيسا لقسم القضايا والتحقيقات .. ومع هذا وذاك لم تأترلكن هذأترك عملي الإذاعي حيث كنت متعاونا .. والعمل لم يستهويني .. فتركته وقمت مع مجموعة من الناشطين في الجامعة بتأسيس صحيفة أسميناها 7 ابريل بعد حصولنا على الموافقة وبدء عملها شيئا فشيئا وكي تكون عامة جامعية وليس لها علاقة بحدث بعينه سعيت لتغيير الاسم إلى ( صحيفة قاريونس) وكان ذلك عام 1984 وهى قائمة منذ ذلك الوقت إلى الآن تصدر عن جامعة قاريونس .
(الجامعة ونحن طلاب وما بعد التخرج .. كانت شعلة نشاط وهؤلاء شاركوني الأنشطة )
توازيا مع عملي في الصحيفة قمت بإقامة عدد كبير من الندوات والملتقيات والمؤتمرات والتظاهرات المختلفة المشارب والأهواء بالتعاون مع عدد من المهتمين في الجامعة وقد كانت الجامعة في ذلك الوقت وأثناء عملنا شعلة من النشاط واذكر من الذين شاركوني هذه الأنشطة الأخت المرحومة زاهية الزربى والأستاذ راقي الشهيبى والأستاذ عبداللطيف الطيف والدكتور عمر بوشعالة والأستاذ إبراهيم ازبيده والأستاذ الهادي الورفلى والأستاذ محمد بعيو وسعدون الوحيشي وغيرهم
(الآن أنا موظــــــف ولكن …..؟!)
حاليا اعمل بجامعة قاريونس مع مشاركتي في المناشط الثقافية مثل
_ المشاركة وتغطية وحضور جميع الملتقيات بمختلف أهدافها ومواقعها .
_ إعداد وتقديم العديد من البرامج المسجلة والمباشرة والتي بدأتها منذ عام 1973 بالاذاعتين المسموعة والمرئية.
_ إخراج أعمال بالاذاعة المسموعة باللغة العربية الفصحى
المشاركة في تمثيل بعض الأعمال المسموعة والمرئية
_ عضو مؤسس لمسرح السنابل للطفل والشباب ولبنته الأولى فكرنا بها أنا والفنان رجب العريبي وأ. إبراهيم عبدالحميد الحاسي معد البرامج والموظف بوكالة الجماهيرية للأنباء ( وال ).
ولا يفوتني أنني وذات الفريق من الأصدقاء جهزنا لبرنامج مسموع استمر على مدى 20 عاما عبر أثير الإذاعة المسموعة وفيه قمنا بفكرة لأول مرة فهو برنامج مباشر .. كتب إبراهيم نافذة جديدة كتطوير للبرنامج بمناسبة مرور 15 عاما على استمراريته فكانت حوارية تمثيلية لم نرد أن تكون مسجلة بل كماها كما البرنامج مباشرة وعلى الهواء وكأننا في مسرح وجسد الأدوار الإذاعية والشاعرة عفاف عبدالمحسن والفنان المسرحي أسامة السحاتي كانت طريقة برامجية لم يسبقنا لها أحد وكم فرحنا بنجاحها كما استقبلها الجمهور بترحاب وتقبل ..
_ لم تكن مساهماته البرامجية تتوقف طيلة العام خاصة البرامج الموسمية الدينية التي كانت الإذاعات تعول عليه في إعدادها وتسجيلها بصوته الهادئ الدافيء فعشرات البرامج في أرشيف إذاعة الجماهيرية المسموعة .. وصوت إفريقيا .. التي كانت صوت الوطن العربي الكبير .. وإذاعة بنغازي المحلية يحضرني منها :
(( قطوف دانية , في ذكرى المولد الشريف , رجال حول الرسول , السيرة المشرفة , ….. )) عبد الله عبد المحسن حيث بدأ لم يتوقف قلمه حتى الرمق الأخير فقد تحشرج صوته حين ازداد عليه مرض الموت ولكنه قدم برنامجه ( عزف على أوتار القلوب ) في إذاعة بنغازي برنامجا أسبوعيا أنيقا رقيقا في سير الفنانين .. وبكى لأجله المستمعون وكأنهم يودعونه .. ثم سلم وريقات البرنامج وظل يعده لشقيقته الصغرى عفاف حتى لا يتوقف وهكذا كان ظل العزف على أوتار قلوب المستمعين الذين أحبوه ورافقوه إلى مثواه الأخير وبكوا بحرقة وكرموه يوم دفنه وبعد ذلك بتذكره وأفرد له أحد تلامذته ( المنصوري ) صفحة عبر الفيس بوك ليظل اسمه معهم وبينهم بعد رحيله الهادئ كما صوته وسلوكياته الراقية مع الجميع حتى من ناصبه العداء حسدا مما كان عليه من محبة الناس وإبداع في مجالات شتى تمكن منها جميعا . سبحان الله المعطاء .
يستطرد عبدالله في سرد سيرته الإبداعية الحياتية الزاخرة وهو على فراش المرض وقد كان وقتها وقبلها بقليل يحوطه الصحب في بيته المتواضع بالماجوري ( الفنان خليل العريبي وزوجه الفنانة سعاد خليل _ الصحفي عبدالله الزايدي والصحافية نيفين الهوني وأبناؤه الذين تتلمذوا علي يديه مسرحا وإذاعة وشاركوه أعمالا جميلة على مسرح السنابل .. المذيع المتخصص ببرامج الأطفال بسام الدراجي والمذيع الشاب حسام الزوام بعد خروجهم كان متحفزا ليكمل قصته فكتب :
_ كتابة المسرحيات التي قام بتمثيل بعضها الأطفال بمشاركتي في مسرح الطفل والبعض الآخر نشر ولكن أصولها لم تعد موجودة لدى أما ما لم ينشر فلازال موجودا لدى وأيضا أقوم بتصميم الاستعراضات لذوى الاحتياجات الخاصة ومرضى الإيدز.
قبل فترة عكفت على تجهيز فكرة المركز الإعلامي لجامعة قاريونس وقد استكمل الشكل العام التخطيطي والشكل القانوني أيضا وتم تسليمه لأمين اللجنة الشعبية لجامعة قاريونس وأتوقع أن نبدأ بداية عملية إعلامية تفيد الجامعة بعد افتتاح هذا الصرح الجديد في قلعة العلم قاريونس .
( كرمتني بنغازي والمحصلة شهادات تقدير عدة !!!)
تم تكريمي بشعبية بنغازي في العديد من الاحتفالات وتحصلت على شهادات تقدير من مختلف المؤسسات الثقافية لاننى عملت ضمن اسر التحرير للصحف المحلية في الشعبيات إلى جانب التصحيح اللغوي لها والإشراف عليها حيث كتبت في كل من( صحيفة قاريونس والعرب اللندنية والشلال والفجر الجديد أخبار بنغازي أخبار الجبل البطنان اجدابيا مجلة البيت ومجلة لا ومجلة التجارة والتنمية ) .. وحب واحترام المستمعين ومن دربتهم إذاعيا ومن تألقوا كشعراء وقاصين وكتاب صحافيين بسبب برنامج ( مايكتبه المستمعون ) .. كانت التكريمات الأبقى .. يكفي أنهم يحفظون عن ظهر قلب مقدمات البرامج فاشتهرت جملتي ( الكتابة معاناة والكاتب الصادق يغمس ريشته بمداد الحياة .. ينقش بالحرف الأمل المونق المخضوضر مجسدا رؤاه ) ثيمة البداية لمايكتبه المستمعون من إعداد القاص الأديب سالم العبار وتقديمي .. كما أحبوا جدا برنامجا عبر إذاعة بنغازي المحلية عنونته ( عزف على أوتار القلوب ) وتماهوا معه حتى أنني أحببته وارتبطت به أكثر مع شدة تعلق جمهور المستمعين له . وكيف لا يكون حبهم الأقيم والأكثر تكريما لمسيرتي وأنا المخرج لمسلسل مسموع ( يوميات هند وهيثم ) تأليف القاص والكاتب محمد السنوسي الغزالي وتمثيل الفنان ابريك درباش والإذاعية عفاف عبدالمحسن ولحن مقدمتها الغنائية الجميلة الخفيفة الملحن الشريف محمد .. وأتفاجأ أن بعض الأطفال والشابات يحفظونها عن ظهر قلب ويتغنونها في الشوارع
( هند وهيثم ياحضرات عبرة الازواج والزوجات .. ديمه نصبين العركات في رمضان وكل اقوات )
الحمد لله على الصحة والعافية والحب والحمد لله أن .. ليس للحب عمر .. إنما العمر حب مستمر .. إننا يابنيتي مانتنفس إلا بالحب .. وإذا فقدنا جذوته يموت القلب .. نشيخ سريعا .. لا يصبح للحياة لذة .. وكأنما نقول لماذا نعيش .. لمن .. وبمن نعيش ؟ !
(اكتب كل مايحضرنى، في اى وقت ، ولا احتفظ بنصوصي بعد نشرها)
ما سبق كان فيما يخص الصحافة والمسرح أما في فيما يخص النص بكافة أشكاله فقد كتبت العديد من النصوص في الشعر الفصيح والعامي والنثر وأيضا المقالة والقصة وفى الغالب لا احتفظ بنصوصي بعد نشرها في الصحف والمجلات أيضا كتبت البحث الادبى وفى العادة اكتب ما يحضرني في اى وقت كان ولكنني لا أكمل ما بدأته إلا في لحظات الهدوء والاستقرار النفسي والذهني وكل نصوصي قريبة إلى فؤادي ولكن هذا النص دائما يحضرني :
(على جنح قلب مشوق )
إليها أطير
أحط .. وغصن الصبابة لي ينثني
وأقبل والوجد ينتابنى ..
فتبكى بدمع هتون .. وامنحها نظرة حانية
إلام البكاء.. فها أنذا .. أردت أقول ..
ولكنها استطردت باكية
قلقت عليه .. فجئت إليه
وصد مجيئي بسوط جفاء
على جنح قلبي ..أطير مواسى
فسحقا للعبة هذا القدر
(الآن فقط بدأت في جمع وتحضير نصوص ديواني الأول)
منذ بدأت الكتابة وأنا أمزق ما اكتبه بعد كتابته إن حدث ووقع نص لي في يدي وكانوا اصدقائى يحاولون منعي وأيضا أخواتي كن ينقذن ما يمكن إنقاذه من بقايا ما اكتب أو ما نشر في الصحف وهذه عادة سيئة الآن وبعد اقناعى من قبل أصدقائي وأسرتي ومستمعينى بإصدار ديوان بدأت في جمع نصوصي القديمة والحديثة لإصدارها في ديوان إلى الآن لم اختر له عنوانا وهو يحمل عدة نصوص.
( النقد …؟! لماذا لا نجعل كل الأمور تتنفس الحرية؟! )
الحياة مليئة بكل شيء بكل الأشجار المختلفة بكل أنواع الزهور فلماذا نحدد أنواعا للكتابة ونضع مقاييس لنقدها؟
لتكن هناك أنواع شعرية وأنواع نثرية فقط . لماذا نؤطر الأشياء ؟ هي لا تحتاج إلى تأطير، ولسنا في حاجة إلى تنظير في المجال الادبى .. لنجعل كل الأمور تتنفس الحرية حتى لا نشعر بالاختناق.
** عنه أستكمل .. صدر ديوانه الأول بعد وفاته حيث توفاه الأجل يوم الإثنين 18/6/2006 ف وصدر ديوانه الذي سمي بآخر قصيدة كتبها وهو على فراش المرض ( استباحة ) وأقيم له حفل توقيع في ذكرى وفاته الثالثة في دار الكتب الوطنية ببنغازي 18/6/2009 ف .
** احترقت مكتبته في العام 2005 هزه الأمر كمصيبة فقد كبيرة .. التهمت النيران وريقاته وكتبه التي يعشقها فحزن حزنا شديدا كانت من بينها مخطوطه الأول ومجموعة من الكتابات للأطفال كما مسرحياته التي نفذت على مسرح الطفل ومسرح السنابل وأخرى جديدة لم تنفذ بعد .. قال لنا وقتها :
(( ضاعت قريحتي وأجزاء كانت تحييني من ذكرياتي وأوراق حين أذكرها أبكي .. احترقت وداخلي كل يوم يحترق الآن وسأذوي رويدا )) .
المبدعون بشفافية قلوب كما عبدالله عبدالمحسن الذي كتب عنه بعد وفاته صحبه الكثير عبر كتيب وزع أيام المأتم التي استمرت لأخر عام 2006 عنونوا الكتيب ( وداعا آخر الطيبين ) هؤلاء الطيبون يستشرفون المستقبل وأدرك أنه يحترق كل يوم حتى ودع ناقل الصوت وخشبة المسرح والصحف السيارة التي كان مصححا لغويا لأغلبها ومجلة الثقافة العربية وصحيفة أخبار بنغازي التي استلم فيها إلى جانب التصحيح اللغوي الصفحات الفنية .. فوداعا آخر الطيبين