بين الفكر والقلم
***
عنوان الفكرة التي طرحها قلمي شعاري في الحياة .. وخلخلة اليوم ليست لإعادة قراءة نص أدبي فيه مافيه وعليه ما عليه وله ماله من نقاط قوة وضعف وثغرات وهنات وتراكيب جميلة يستحق أن تقف عندها وتحترم كاتبه أو تتيمن بكتاباته في بعض المواقف .. إنما هي نظرة تجهمية ليست هجومية مطلقا لقيمة أخلاقية تتداعى عند البعض بينما هي من هدي نبينا وأخلاقيات ديننا الحنيف الجميل في كل دعانا إليه لنثبت إنسانيتنا بدء بالتعامل مع من نؤانس في حياتنا ..
والأمر كان .. حين أسّر لي صديقي مرة أن صديقا له يحترمه ولكنه دائم العبوس في وجه الآخرين خاصة من يعتقد أنهم أقل منه مستوى عملي أو اجتماعي بل إنه نهاه عن قولة ( السلام عليكم ) لكل من يصادفه في طريقه داخل مقر العمل ولماذا فقط (( كي لا تفقد هيبتك )) أواه يا قوم سيفقد الإنسان هيبته عندما يفشي السلام وعندما يستبق الآخر بالابتسام هل هذا منطق عقلاء أرجوكم يامن تقرأون هذه الفكرة التي ألحت علي فكتبها قلمي على الملئ لأنني صعقت بقيم مغايرة تماما لما ربيت عليه وتعودته بين أبناء هذا الشعب الطيب الخلوق الذي أسمع منه صغيرا وكبيرا في كل مكان كلمة السلام عليكم مع ابتسامة ودود .. ولكنني أتمنى أن لا تتسع دائرة العبوس بقصد المهابة والهيبة كلما ارتفع المنصب فليس هذا ما يجعل لنا قيمة بين الناس إنما كيف نتعامل معهم بكياسة وذوق وصدق ..
إذا علم الأب لأبنائه هذه الخصال السيئة فسنكون شعبا بالكامل بعد جيل من الآن سمتنا العبوس لا الضحك والبشاشة .. وهذه أيضا ليست دعوة للهزل وقت الجد ولا للابتذال لدرجة أن يسخر منا الآخرون ولكنني أعرف أن الضحك يعيد التوازن مع العالم ويخلق تواصلا سريعا معه .. هو فسحة تتحقق فيها أمنيات خيالية نتوق لنيلها رغم استحالتها ونكون عنها علاقات منسجمة قلما تتصادم , وعوامل الضحك كثيرة ومتباينة بسبب المفارقات الكثيرة في هذه الحياة أفلم يقولوا (( شر البلية ما يضحك )) عفاكم الله من البلايا والرزايا ولكنها الطريقة المثلى لتهوين المشاكل ..
الاستخفاف بها حتى نخلق التوازن النفسي الذي يجعلنا نفكر بشكل صحيح لحلها فلا يساورنا الغضب حيالها ولا الفزع الشديد فتكون حلولنا بناء على ردات فعل غير ممنطقة مدروسة .. وإذا كنا نحن البشر نتميز عن الحيوان بكثير من الأشياء ولكن أهمها على الإطلاق الضحك وليس كما قيل قبلا الكلام فقد أثبتت الدراسات العلمية أن هناك من الحشرات كا النمل مثلا يتكلم وأن مواء القطط ما هو إلا لغة سرها بينها ,, ولكنها لا تضحك . وأنبه العَبُوس أن لا فائدة ترجوها من هذا فلن يكسبك التجهم مكانة رفيعة وقيمة ولا ننسى المثل الشعبي القائل (( إلي يكشر ما يشين إلا وجه )) هذا إلى جانب أن الضحك طبيا يزيد من كفاءة الرئتين وقدرتهما على التنفس , واسترخاء العضلات وتقوية جهاز المناعة , وله القدرة على التحكم في كمية السعرات الحرارية فيحرقها بمقدار معتدل يتناسب وحاجة الجسم لأداء وظائفه.
وأنا أستغرب أيضا لأناس يبدؤون صباحهم بالعبوس ربما هم لا يعلمون أن النفس تتخلص من الرواسب وتستعد للتلقي والاستيعاب عندما يضحك المرء ويبتسم .. ويمثل راحة للضمير وصحة القلب والحقيقة أنني قابلت أناسا من الصنفين فوجدت أن الأكثر احتمالا وقوة شخصية هم أصحاب السن الضاحك البشوشين فهم يمتلكون الثقة بالنفس والطموح والنجاح وإن خالفتهم الظروف . ولا ننسى أبدا أننا ندين بالإسلام دين التسامح والتصافح وإفشاء السلام .. ولا ننسى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة )) . وأنا عن نفسي أرفع شعارا وأعمل به إذا رغبتم أن ترفعوه معي (( أنا أبتسم إذن أنا محبوب )) ولكم مني أنعم وأرق وأصدق ابتسامة.