هو أكرم مفتاح اليسير .. مزيج إبداعي راقي .. أفغر بؤبؤ عيني منبهرة بنصوصه حينما أعيد قراءتها مرة تلو الأخرى .. لا أعرف قصد أن أفهم المرامي المعمقة .. أم فلسفته للتراكيب الجملية التي لم يسبقه لها أحد من مجايليه .. ربما لأنه ملم بخبايا فسيفساء الوطن .. فهو المزداد بمدينة البحر والجمال طرابلس في العام 1984 م وحين عمل بعد تخرجه من جامعة ترهونة في العام 2007 م متحصلا على لسانس قانون .. أقام بمدينة الخمس واشتغل في سلك المحاماة كمحامي بإدارة القضايا بعد تخرجه أيضا مستزيدا في مجاله عن المعهد العالي للقضاء بليبيا في العام 2011 م .. وكيف لا يتعمق حيث يقيم وكل المدن الليبية تشرع أبوابها لأبنائها ليمتزجوا بترابها وبحرها وسماها وسأقف قبل أن استرسل عند استشراف لشاعرنا اليسير في أحد نصوصه غير مجزمة أن استعداد الولوج هنا بغباء ذهن فقد يجرجرنا القلب بلا مبررات نحو هواه وهو القائل :
أنا مستعد غباءً لما سيأتي ..
وأنتظر بفارغ العقل ..
سامحاً للمزيد منك بالدخول ……
تعمق كما أسلفت لقراء سيرة اليسير أكرم الكان له من اسمه نصيب فهو عضو مؤسس للصالون الأدبي الثقافي بمدينة الخمس .. كما عضو في فرقة القرية للتمثيل والمسرح بالخمس .. فليس شاعرنا ناظم مبدع للقصيد بل كاتب مسرحي ونستطيع القول ممثل مسرحي كونه جرب تجسيد دور الملك على المسرح في العام 2023 م في أوبريت ( إرفع العلم ) وتجربته للكتابة المسرحية في ( صحن سلطات ) عام 2020 كما يخالجني شعور الآن بعد معرفتي أنه كتب ومثل للمسرح وجال وصال في الركح .. فلما لايكون قد فكر في رؤية (سنوغرافيا ) العمل المسرحي كونه أيضا ( فني ديكور ) ..
يسقط المرء مواهبه الجمة في كل ما يقترب منه حبا للعمل فيه وله فكيف لا يستهويه العمل الإذاعي طالما يمتلك الأدوات المشفعة بالأحاسيس أيضا .. أكرم اليسير .. من يراه وهو على منبر أو جالس يستلهم من الأرض وحي الكلام الذي يسرده ( مقفا أو نثريا أو ومضات شذرية عذبة تتغلغل المشاعر ) يدرك أنه قادر على استلاب الأسماع عبر المذياع إذا تخير لنفسه برنامجا أدبيا يتناسب وصوته وإلقائه مغدقا مع كل هذا صدق كلمة منمنمة لبرنامج عبر أثير إذاعة الخمس معنون (( أوراق أدبية )) وآخر يشنف آذان قلوب مستمعي إذاعة البشرى المحلية عنوانه (على مقام الليل)
المحامي الشاعر الكاتب والفنان المسرحي فني الديكور مقدم البرامج الأدبية أكرم اليسير .. الذي رأيته لأول مرة عن قرب وتحدثت معه حين قبل دعوتنا له لإحياء أمسية شعرية ببنغازي بين أعضاء ( بهو الأدب والفن الثقافي ) من شعراء وفنانين وكتاب وحتى ذواقة ومثقفين وتزين بإلقائه والاحتفاء به مركز وهبي البوري الثقافي .. قبل بتواضع دعوتنا جميعا حيث تركنا تنظيم الأمسية للشاعر عضو بهو الأدب والفن صلاح يوسف لقربه وصداقته بأكرم .. تاركا وراءه قضاياه ومشاغله .. وثقت أنه من محبي الاستزادة المعرفية وتوثيق الراوابط والعلاقات الجيدة مع الجميع بدماثة خلقة ورفعته .. وقد كتب في كافة صنوف الأدب ( قصة قصيرة . نص مسرحي . وفي الشعر أبدع نثرا وقافية وتفعيلة وومضة ) فما مظلمته ياترى //
يا أم عمرو لنا والله مَظلَمةٌ
في مقلتيكِ وإنّي فيكِ أحتالُ ..
أكرم .. كيف لا تستهويه الفنون وهو فني الديكور .. فالتشكيل نصيب من رؤيا ريشته وللتصوير مع عينه الثالثة المبرزة جمال المشهدية ليجسدها فوتوغرافيا باع .. ويقولون جزما ياقراءنا الأعزاء يزداد ذكاء المرء حين ينطق لسانه لغته الأم مضيفا لها لغة أخرى فاليسير فعلها حين اجتاز دورة للغة الإنجليزية من معينها هناك في جامعة لفبرا ببريطانيا عام 2014 .. وترجمت له بعض النصوص للغات (الإنجليزية / الفرنسية والألمانية ) ..
سأشتري التبن ..
– لماذا ؟
– من أجل الحصان الذي سأشتريه ..
– لماذا ؟
– الغزو قادم وأنا أعد العدة ..
– كل التبن ووفر ثمن الحصان
وانتظر ،
سيقصفك أخوك بالدبابات
نيابة عنهم ..
وماتزال السيرة في المسير نحو الألق وعمره الشاب يسير نحو النضج المعرفي والفني والإبداعي .. فحتى سردنا لسيرته هنا كمبدع ليبي أثرى الساحة الثقافية والمكتبة الليبية بمباهج شعره ونصوصه صدر له عن مطبوعات وزارة الثقافة ديوانه الأول ( مقامات الهوى ) في العام 2021 م وفي الانتظار مخطوطات لدواوين شعرية في مسارب الشعر المختلفة وصنوفه الواسعة ( رقرقة دمع _ متسع للأخطاء _ فعل فاضح ) قدمها لوزارة الثقافة والتنمية المعرفيه والكل بشغف ينتظر صدورها .
وفي جرابه الإبداعي الكثير وتظل العناوين تترى بسحر معانيها داعية القارئ لسبر غورها والتلهف للمحتوى الأدبي الراقي حيث يجهز اليسير دواوين أخرى عنونها ( لا لشيء / على مر الحنين / وفي الومضة أبدع ديوانه ” الظل آخر الجواسيس ) .. هي بعض من كل ما يكتب ويعد لقرائه ومتابعيه الكثر عبر ماينشر له في الصحف الورقية والإلكترونية ليبيا وعربيا ومشاركاته الحية لجمهور المثقفين للملتقيات والأماسي والمهرجانات ومن يستمعونه من الروح إلى الروح حين تستضيفه القنوات المسموعة والمرئية محليا وعربيا .. وهكذا هو شاعر ليبي لن يكون شجرة تقطع نفسها ولن يطاله البرد وهو يمنح الدفء للجميع بإبداعاته حيث كتب نصا يقول //
شاهدت شجرة تقطع نفسها ..
منتظرة البرد
لتدفئك ….