أقيمت أول بطولة لكأس العالم FIFA منذ نحو قرن من الزمان، في عام 1930. بمشاركة 13 منتخبًا من ثلاث قارات مختلفة في أرض أوروغواي؛ الدولة المضيفة للنسخة الأولى. وجود 13 فريقًا جعل المنافسة تأخذ شكلًا فريدًا؛ حيث ثلاث مجموعات من ثلاثة منتخبات وواحدة من أربعة، ويتأهل متصدر كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي مباشرة.
الفكرة والأساس
جاءت فكرة إقامة البطولة نتيجة لنجاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 1924، حيث أظهرت كرة القدم قدرتها على جذب الجماهير وإثارة الحماس.
دُعيت جميع المنتخبات المنتسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم للمشاركة بالبطولة، ككل، شاركت 13 دولة في البطولة الأولى، سبع منها من أمريكا الجنوبية، وأربع من أوروبا، واثنتين من أمريكا الشمالية. ويرجع قلة المنتخبات المشاركة إلى اختيار الأوروغواي كمكان لاحتضان البطولة، فالمدة الزمنية للرحلة وتكاليف السفر عبر المحيط الأطلسي تجعل المشاركة صعبة بالنسبة للمنتخبات الأوروبية. وبالفعل، لم ترسل دولة أوروبية فريقاً حتى الشهرين السابقين لبداية المنافسة. في النهاية أقنع جول ريميه منتخبات بلجيكا وفرنسا ورومانيا ويوغوسلافيا للقيام بالرحلة.
قررت دول إيطاليا وهولندا وإسبانيا والسويد والأوروغواي التقدم بطلب استضافة البطولة. في نهاية الأمر تمت الموافقة على طلب الأوروغواي من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد انعقاد مؤتمر بشأنها في برشلونة بالـ 18 من مايو 1929، حيث أن الأوروغواي ستحتفل بالذكرى المئوية لاستقلالها، وكذلك باحتفاظ منتخب بلادها لكرة القدم بذهبية الدورة الأولمبية الصيفية عام 1928، خاصة بعد موافقة الحكومة الأوروغوايانية على تحمل كافة مصاريف استضافة الوفود.
التنظيم والتحضيرات
بدأت التحضيرات للبطولة فور اختيار أوروجواي كدولة مضيفة. تم بناء ملعب “سينتيناريو” في مونتيفيديو خصيصًا لهذا الحدث، وهو الملعب الذي استضاف المباراة النهائية. كانت هناك تحديات لوجستية كبيرة، بما في ذلك تنظيم السفر لفرق من ثلاث قارات مختلفة في زمن لم تكن فيه وسائل النقل متطورة كما هي اليوم.
الفرق المشاركة
شارك في البطولة 13 فريقًا فقط، حيث تألفت البطولة من سبع فرق من أمريكا الجنوبية (أوروجواي، الأرجنتين، تشيلي، البرازيل، باراغواي، بيرو، بوليفيا)، وأربع فرق من أوروبا (فرنسا، بلجيكا، يوغوسلافيا، رومانيا)، وفريقان من أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة، المكسيك).
أحداث البطولة
بدأت المباريات في 13 يوليو 1930، لعبت أول مباراتين لكأس العالم بتوقيت واحد، وقد فاز فيها منتخب فرنسا لكرة القدم ومنتخب الولايات المتحدة لكرة القدم، الذين فازا على المكسيك 4 – 1، وبلجيكا 3 – 0، على التوالي. الهدف الأول في تاريخ كأس العالم أحرزه الفرنسي لوسيان لوران. وفي المباراة النهائية، تغلب منتخب الأورغواي لكرة القدم على الأرجنتين بنتيجة 4 – 2 أمام حشد كبير بلغ 93 ألف مشجع، في مونتيفديو، وأصبحت أوروغواي أول دولة تفوز بالكأس. ويعتبر الأرجنتيني فرانشيسكو فارايو هو آخر من توفي من الذين خاضوا نهائي كأس العالم لكرة القدم 1930، عندما توفي في 30 أغسطس 2010.
مئوية الكأس
أعلن الاتحاد الدولي (الفيفا) أنه سيحيي ذكرى مئوية المسابقة بمنح أوروغواي والأرجنتين وباراغواي فرصة استضافة مباراة واحدة لكل بلد في نسخة 2030، التي ستقام على أراضي المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وعلى النقيض من نسخة 1930، التي لم تجذب اهتماماً كبيراً، ستكون بطولة 2030 محط أنظار المليارات، وسط طفرات تكنولوجية كانت خارج حدود الخيال قبل 100 عام تقريباً، وستسلط الأضواء على كل دقيقة بالمنافسات.
وبدلاً من 13 منتخباً، ستُفتح الأبواب أمام رُبع دول العالم تقريباً في البطولة بعد التوسع لتشمل 48 منتخباً بدءاً من 2026.
وكان معظم اللاعبين في 1930 من الهواة، أما نسخة 2030 فتضم عدداً من أعلى الرياضيين أجراً في العالم.
المباراة النهائية
أقيمت المباراة النهائية في 30 يوليو 1930 بين أوروجواي والأرجنتين. في مباراة مثيرة أمام حشد جماهيري كبير، انتهت بفوز أوروجواي بنتيجة 4-2، ليُتوج بذلك بلقب النسخة الأولى من كأس العالم. سجلت المباراة النهائية بداية حقبة جديدة في تاريخ كرة القدم وجعلت من البطولة حدثًا عالميًا ينتظره الجميع بشغف كل أربع سنوات.