تراجع الغطاء النباتي بشكل ملحوظ في ليبيا، الأمر الذي يدفع البلاد نحو التصحر، وقد نشر برنامج الأبحاث العلمية خريطة تقديرية للغطاء النباتي في ليبيا.
الخريطة تظهر أن مساحات الغطاء النباتي في ليبيا لا تتعدى 8% أو أقل، موضحة أن المساحات الخضراء المحدودة تنحصر في الجبل الأخضر وبعض مناطق الساحل الغربي.
وقد أثبتت الدراسات تراجع نسبة الغطاء النباتي في ليبيا بشكل مخيف، مع افتقار المنطقة لوجود حزام نباتي, إن التصحر في ليبيا ناتج عن التغير المناخي والعديد من العوامل البشرية الأخرى التي تساهم في زيادة الأزمة, من هنا تظهر الحاجة لتكافل المجتمع بدءً من المواطن وصولا الى اهتمام الدولة لضمان تحسن الأوضاع الجوية والحفاظ على الحياة البرية في البلاد
كما ظهرت نتائج صادمة وكارثية لدراسة حول وضع الغطاء النباتي لمدينة طرابلس وضواحيها تشير إلى وصول نسبة الفاقد من مساحة الغابات إلى 98% ما يعني أن مساحة الغابات المتبقية حاليا هي 2% من مساحة الغابات التي كانت موجودة في عام 1975 ليبيا.
وناقشت الأكاديمية الليبية للدراسات العليا في ندوة عقدتها على هامش احتفالها باليوم العالمي للمياه، تداعيات نقص المياه في البلاد. ويقول عادل المحجوب الذي شارك في الندوة لـ”العربي الجديد”: “شهدت الندوة تقديم ورقة بحث عن انخفاض مساحات الغطاء النباتي في البلاد بسبب زحف النشاط البشري عليها، وتحدثت عن التأثيرات السلبية لهذا الانخفاض على صعيد القضاء على أنواع نادرة من الأشجار التي كانت هذه الغابات تحميها من الانقراض، وتهديد الحياة البرية التي تشمل حيوانات نادرة، وتقليل مرور الطيور المهاجرة التي لم تعد تجد مأواها السنوي في هذه المناطق”.
يتابع: “بين تداعيات التعدي على الغابات تغيير المناخ الذي بدأت البلاد تعاني منه فعلياً بدليل حدوث فيضانات سنوية في الشرق، وغابات الجبل الأخضر بتأثير عدم قدرة الأشجار على صد الأمطار الغزيرة، ما يجعل مياه هذه الأمطار تنحدر إلى المدن والمناطق المجاورة. وبالنسبة إلى ارتفاع درجات الحرارة في البلاد فيرتبط بعدم توفير النباتات والأحراش والغابات العوامل الطبيعية لامتصاص الحرارة وتلطيف الأجواء”.