كشف تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، عن تسليم تركيا لحكومة عبد الحميد الدبيبة طائرة أكينجي (بدون طيار) واحدة على الأقل.
وبين كاتب التقرير جوزيف ديمبسي، أن مقطع فيديو رسمي للقوات التركية نشر في 15 يوليو الماضي كشف عن هذه الطائرة وعليها علامة العلم الليبي في الذيل، موضحا أنه تم تسليم الطائرة خلال زيارة رئيس الأركان العامة في المنطقة الغربية إلى تركيا.
وفي ذات السياق أكدت صور الأقمار الصناعية المتوافقة من 15 يوليو وجود طائرة أكينجي وحيدة في الطرف الجنوبي من مطار مصراتة.
ورجح التقرير التحليلي أن طائرة أكينجي جرى تسليمها حديثًا جدًا، مستندا في ذلك على بعض لوحات الوصول غير المجهزة بغطاء واقٍ محتمل حولها.
الدبيبة ومساعي اقتناء الطائرات
وكشف التقرير عن أن بداية ظهور هذا النوع من الطائرات بدون طيار كان مع رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في فيديو نشره في مايو 2023، ورغم أن الفيديو كان لطائرات بايكدار نشر عام 2022، وتم تصويره فـــي تركيا، إلا أنه كان دليلًا على خطط الشراء الفعلية.
وأكد التقرير أنه ليس من الواضح عدد الطائرات بدون طيار التي تم تسليمها حتى الآن، مبينا عدم وجود خطط أوسع من حيث الأعداد الإجمالية أو القواعد.
بالتزامن مع ذلك خضعت قاعدة أخرى تابعة لحكومة الوحدة في مطار معيتيقة، لتطويرات في البنية التحتية، لاستيعاب هذا النوع من الطائرات، وعلى الرغم من عدم وجود دلائل على قدرة القاعدة على استيعاب تلك الطـــــائرات إلا أنه عمل قد يصيب على المدى الطويل، علاوة على وجود أعمال حفر جارية في الأرض القريبة ولا يزال الغرض النهائي منها غير واضح، ولكنها قد توفر حماية إضافية لمكونات محطة التحكم الأرضية للطـــــــــــــــائرات بدون طيار أو التخزين الأكثر أمانًا للذخائر جو-أرض.
وأشار التقرير إلى المخاوف المتزايدة من عمليات تسليم الطائرات بدون طيار الجديدة، واعتبار ذلك انتهاكًا لحظر الأسلحة المستمر الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
يأتي ذلك على الرغم من أن تركيا تعد واحدة من الدول الخمس والثلاثين الشريكة في نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ (MTCR)، المصمم للحد من انتشار الأنظمة غير المأهولة بما في ذلك الطائرات بدون طيار – والتكنولوجيا ذات الصــــلة التي يمكن استخدامها لتوصيل أسلحة الدمار الشامل.
.زيارة الدبية إلى تركيا
في أكتوبر 2022 وقع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على اتفاقية تعاون عسكري مع تركيا لتعزيز القدرات العسكرية، بما في ذلك تدريب الطيارين على الطائرات العسكرية والمروحيات. الاتفاقية تأتي في إطار بروتوكولات التنفيذ لاتفاقية أمنية سابقة موقعة في عام 2019، وتستهدف تعزيز التعاون في مجالات أمن الحدود والجريمة المنظمة والإرهاب.
الاتفاقية تمهد أيضًا لشراء طائرات بدون طيار تركية من طراز Bayraktar TB2 وAkinci، . وجاءت هذه الخطوة من الدبيبة بعد توقيع اتفاق آخر يسمح لتركيا بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية، مما أثار غضب دول أخرى في المنطقة، بينما يعزز التحالف العسكري بين ليبيا وتركيا قبضة الدبيبة على السلطة في طرابلس حسب وصف موقع مليتري أفريكا.
بداية ظهور الطائرات
من جهة أخرى يعتبر بدء دخول ليبيا لعالم اقتناء الطائرات بدون طيار في يد قوات حكومة الوفاق الوطني وكانت من طراز “بيرقدار أكينجي”، واستمرت بعد ذلك محاولات الفصائل المتنافسة في ليبيا إعادة تمويل مخزوناتهما من الطائرات بدون طيار.
وفيما يتعلق باستخدامها، فقد استعانت بها قوات حكومة الوفاق في الأغراض الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع ومهام الهجوم البري، حتى أصبح وجودها عاملا مهما رئيسيا في القتال بطرابلس.