يأوي مركز استقبال جزيرة لامبيدوزا 900 مهاجر أبحروا على متن قوارب متهالكة انطلاقا من سواحل ليبيا وتونس باتجاه إيطاليا.
وأدى التوافد الكثيف للمهاجرين صوب إيطاليا إلى اكتظاظ مركز استقبال المهاجرين الوحيد على جزيرة لامبيدوزا، حيث تصل أعداد المقيمين به إلى 900 مهاجر في الوقت الحالي، رغم أن طاقته الاستيعابية الرسمية مخصصة لحوالي 400 شخص كحد أقصى.
وبحسب السلطات الإيطالية المحلية، أبحرت أغلب القوارب من شواطئ الخمس وصبراتة وتاجوراء غرب ليبيا، ومن جربة وسيدي جمور جنوب شرق تونس.
سفينة “ماري يونيو” قالت في بيان، إنها تلقت العديد من التنبيهات حول قوارب في محنة بعدما أبحرت من ليبيا وتونس، وأنقذت خلال 24 ساعة إجمالي 182 شخصا.
نفذت السفينة ثلاث مهمات، أولها كان بعد ظهر السبت حيث أنقذت 67 مهاجرا بينهم 16 امرأة و15 طفلا صغيرا، فيما عثرت في مهمتها الثانية على 50 شخصا أغلبهم من القاصرين غير المصحوبين بذويهم، كانوا على متن قارب “غادر من سواحل أبو كماش (غرب ليبيا) قبل أربعة أيام”، الأمر الذي أدى إلى معاناة العديد منهم من الجفاف الشديد.
ويوم الأحد 25 أغسطس، رصدت السفينة قاربا مصنوعا من الألياف الزجاجية كان في حالة متهالكة ويحمل 65 شخصا، يتحدرون من سوريا وباكستان وبنغلادش، ولاحظت عليهم “علامات العنف الذي تعرضوا له أثناء إقامتهم في ليبيا”.
وأطلقت منصة “هاتف الإنذار” الداعمة للمهاجرين، تنبيهات حول مركب كبير مهدد بالغرق قرب جزيرة كريت اليونانية يحمل على متنه 117 شخصا، كان قد انطلق من سواحل لبنان أملا بالوصول إلى إيطاليا، إلا أن المركب نفد من الوقود والطعام.
ورغم مطالبة المنظمات بإطلاق عملية بحث وإنقاذ فورية لإيصال المهاجرين إلى ميناء أوروبي آمن، لم تستجب السلطات الأوروبية لهذا النداء، واعترض أخيرا خفر السواحل الليبي مركب المهاجرين بمساعدة سفينة تجارية كانت تبحر في المنطقة.
لطالما نددت المنظمات الإنسانية بعمليات الاعتراض والإعادة القسرية التي تنفذها السلطات الليبية بحق المهاجرين، وتستنكر دعم الدول الأوروبية لخفر السواحل الليبي، رغم التقارير التي تثبت تعرض المهاجرين لانتهاكات جسيمة في حقوقهم وتعرض بعضهم إلى العمل القسري والاستعباد.