الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-22

7:00 مساءً

أهم اللأخبار

2024-11-22 7:00 مساءً

كيف يمكن ان تكون القصيدة نثرا ويكون النثر قصيدة ؟

كيف يمكن ان تكون القصيدة نثرا ويكون النثر قصيدة ؟

امجاور غريبيل

احدهم وصف قصيدة النثر بانها مثل حائط قصير يغري الجميع بتسلقه ، ذلك لأن قصيدة النثر لا تتطلب قافية ولا موسيقى داخلية ولا وزن ولا اي شرط من الشروط التي تتطلبها القصيدة العمودية او شعر التفعيلة. وهذا ما جعل الجميع يتصدون لكتابتها لإعتقادهم انها سهلة الكتابة مقارنة بغيرها ولكن  في الحقيقة الامر على العكس من ذلك تماما ……

أول من تصدى لكتابة قصيدة النثر هو الشاعر ادونيس وانسي الحاج ويوسف بوشقراء ، وقد جأت كتاباتهم كخروج على قصيدة التفعيلة ، التي كتبتها نازك الملائكة والسياب والبياتي ، والتي كانت هي الاخرى اي شعر التفعيلة خروجا على الشعر العمودي .

 وكان ادونيس ورفاقه ينشرون كتاباتهم في مجلة الشعر البيروتية ، التي كان يرأس تحريرها يوسف الخال .. وقد كانوا متأثرين بالمدرسة الفرنسية وبشعرائها وفي مقدمتهم بودلير .

ويعتبر كتاب سوزان برنار (( قصيدة النثر من بودلير حتى الآن )) هو بمثابة الكتاب المقدس الذي نظر لقصيدة النثر ، فوضع  تعريفا لها وحدد شروطها ومواصفاتها .

 واللافت للنظر أن قصيدة النثر قد ظهرت في فرنسا قبل مائة عام من ظهورها لدينا .. وهي أي قصيدة النثر هي غير النثر .. أقصد النثر الشعري الذي كتبه جبران خليل جبران واخرون .. ولتوضيح الفرق بين النثر الشعري وقصيدة النثر يعتبر أدونيس أن النثر الشعري لا بناء محدد له ولا شكل ، هو استرسال للشعور دون قاعدة فنية او منهج شكلي بنائي ، ويسير في خط مستقيم ليس له نهاية ، لذلك هو روائي وصفي يتجه دائما الى التأمل الأخلاقي او المناجاة الغنائية او السرد الإنفعالي . في حين ان قصيدة النثر   ذات شكل مغلق ، هي دائرة او اشبه بدائرة لا خط مستقيم ، هي مجموعة علائق تنتظم في شبكة  ذات تقنية محدودة و بناء تركيبي منتظم الاجزاء  ، موحد متوازن ، هي شعر خاص يستخدم النثر لاغراض خاصة .. وهي  تتميز بالتكثيف والوحدة العضوية .

ولعل اوضح تعريف لقصيدة االنثر هو ماقدمته سوزان برنار حيث ذكرت أنها قطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية ، مضغوطة وموحدة مثل قطعة بلور ، مجانية ذات خلق حر ليس له من ضرورة .

وهذا يعني أنها لا تتميز عن الشعر بعدم خضوعها للوزن والقافية والموسيقى فقط ،  بل تتميز عنه بأنها ليس لها من ضرورة ولا هدف ولا غاية  ولا أغراض غير الخلق الفني الحر .

كل ما ذكرناه عن قصيدة النثر يجعل أمر كتابتها في غاية الصعوبة ، فانت قد تكتب الشعر  العمودي لمجرد انك كتبت نصا له وزن وقافية وتستطيع ان تفعل الامر ذاته مع شعر التفعيلة ،  لكنك لن توفق في كتابة قصيدة نثر بالشروط التي حددت لها ،  (( قطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية ، مضغوطة وموحدة ، ذات خلق حر ليس له من ضرورة ولا اغراض )) واعتقد ان كل ما يعرض من نصوص تحت مسمى قصيدة النثر هي مجرد محاولات … ويبقى هناك سؤال لم تتم الإجابة عليه ، كيف يمكن ان تكون القصيدة نثرا ويكون النثر قصيدة ؟

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة