لماذا أصبحنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟
للدكتور . إسماعيل عرفــة
صاحب الكتاب أي مؤلفه بتسلسل أفكاره التراتبية العميقة ككتاب معالج حقا بعد أن قرأته لمرتين فاختفت من تفكيري علامات التعجب ربما وربما ولكنني تركتها للقارئ لعل لديه رأي مخالف هو صيدلاني أي انه ليس معالجا مجتمعيا أو نفسانيا ولم يدرس علم نفس اجتماعي هو باحث في الإلحاد وقدر صدر له كتاب بعنوان (( لماذا نحن هنا ؟ )) وله عديد المقالات والمشاركات الفعالة في التوعية الإيمانية للشباب .. أما الهشاشة النفسية ولماذا أصبحنا أضعف وأكثر عرضة للكسر .. بدأه بتساؤل لمعرفته من كل بد بالذهن البشري وكيف أن الإنسان مخلوق متسائل يفكك الألغاز التي تعترض حياته ولديه من الفضول مايجعله يخوض المغامرات ليعرف أكثر ويتفهم ماهية ماحوله ومن حوله .. ولأن الزمن تغير تغيرت معه حتى الأنفس التي لم تعد كما أحبها المولى عز وجل لوامة تحيد بصاحبها من تسكن جنباته عن المخل من الأمور والناس والأشياء فأصبحت فعليا أكثر هشاشة ولذا هي أكثر عرضة للكسر مع عوامل حياتية محيطة كثيرة تداركناها خلال مسيرنا ولكننا في كثير من الأحيان بحاجة لكتاب .. لمقال .. لعمل فني .. لرواية حتى تنقذنا من سيرنا مغمضي الأعين والتفكير عما يحدث فينا ويعود سلبا على الأجيال التي نربيها ونعول عليها لقادم أيامنا … رأيت أن أستقي بعضا مما قرأت في كتاب الدكتور اسماعيل عرفه عموما للفائدة المرجوة .. مقتطفة من هتونه الناعم المدرار في آن دون تصرف مني قطعا وكذا ماجاء في صفحات الكتاب من مفاهيم يريد الكاتب إيصالها للقارئ توعية للمربين وهزة قوية لإمكانية التدارك لتصحيح المسارات .
جاء في كتاب الهشاشة النفسية :
” نكره نقد أفكارنا لأن النقد بالنسبة إلينا صار كالهجوم “
” نعشق اللجوء إلى الأطباء النفسيين في كل شعور سلبي في حياتنا ونهرع إليهم طلبًا للعلاج “
” لا نتقبل النصيحة ولا نرغب في أن يحكم أحدٌ علينا .. نلتمس العذر لأي خطأ أو إجرام بدعوى أن مرتكبه متأذي نفسيًا “
يتضح إلى ما يهدف الكتاب الذي يعتبر فريدا وقد يكون الأول المتحدث عن الهشاشة النفسية بهذا الأسلوب بين التطمين والتخويف كونه يسلط الضوء على ظاهرة بائنة للعيان والمتعايش وكأنه يريد أن يوصلنا للاعتراف ” نحن أهملنا صغارنا وتركناهم نهبا للحداثة والعصرنة لاعتقادنا أنهم يواكبون التطور بينما لم نغربل لهم مايصلح ومالا يصلح ونحن ندرك ككبار ومربين أنهم في مراحل عمرية لايمكنهم اتخاذ قرارات صائبة وكثر منهم لم يحصنوا ويسيجوا قيميا لاهتمامنا بأعمالنا وجمع المال ليعيشوا مرفهين تاركينهم نهب الاستلاب والتغريب الفكري .. وها نحن اعترفنا ” ولكن هل نترك الأمر هكذا والحبل على الغارب .. بالتأكيد الموضوع طالما عرفنا الداء من خلال مايبينه الكتاب وسنسرده لاحقا علينا لفت نظر المعنيين لضرورة اللملمة بالبحث الاجتماعي والنفسي وفضح كثير من الأساليب التي تذهب برجاحة تصرفات أبنائنا وبناتنا من الجيل الجديد المعرض لهذا لعلاجها وتلافي الأخطاء المستقبلية والأخطار الناجمة عن هذا وذاك .. فيقول الكاتب في الصفحة الأولى من الكتاب :
إحدى نتائج هشاشتنا النفسية هي أننا نقوم أ؛يانا بتضخيم أي مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية في عملية تسمى في علم النفس بــ (( Pain catastrophizing ))
هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك .. ثم ماذا … ؟؟؟ ثم تغرف في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تماما وتستسلم لآلمك وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة .. ……. فنحن نعظم مشاعرنا ونجعلها حكما نهائيا على كل شيء ……
يرى الدكتور اسماعيل أن جيلا كاملا يعيش بيننا بعكس الأجيال التي عاشت سابقا وربما عنى جيله ومن سبقه ومن لحقه قريبا فالجيل كما وصفه ( جيل رخو ) يتصف بضعف التفكير والبدن معا .. جيل ضعفه الواضح لا يؤهله لمواجهة أبسط المشكلات الحياتية على الصعيد الشخصي فما بالكم بالعام .. فكيف سيتحمل مسؤولية فكرة أو قضية كبرى مع أن تلك المشكلات كان الجيل السابق في نفس السن يستطيع مواجهتها مع أصعب منها وفي ظروف أشد ويشير إلى أن الشاب يصل في سن الخامسة والعشرين لا يزال في تفكيره وتصرُّفه ابن الخامسة عشرة كأنه لم يتجاوز المراهقة ولم يدخل سن النضج هذا مايجعلهم يضخمون مشكلاتهم كما شعورهم الدائم بأحقيتهم امتلاك واستحقاق كل شيء دون مجهود يبذل منهم لاستحقاق مايطلبون فيصلون بأنفسهم إلى حالة كره الحياة والتقوقع والاكتئاب !!!!!
في الكتاب نصا دون تصرف :
” لاحظت الكاتبة البريطانية كلير فوكس أن كثيرا من جيل الشباب يعيشون حالة الضحية تجرح مشاعرهم من أقل شيء ويشعرون بالإهانة من أصغر كلمة وأحيانا يتعمدون إظهار هذه النفسية الضعيفة من أجل جذب التعاطف هذه الحالة الدائمة من الشعور بالضعف تحطم صلابة المرء النفسية وتجعله معرضا للتحطيم بالكامل مع أول صدمة في الحياة الحقيقية . “
في جزئية أخرى من الكتاب وكأن الكاتب يسأل هل الطب النفسي أصبح موضة ؟ أو هوسا لديهم (( وهم عنيت بها كما لمح الكاتب وهكذا استشفيت.. عائدة على الجيل الجديد من كل بد الحالي ومن سبقهم بعقد مثلا من الزمان ويصغرونهم بنصف عقد )) ؟
إذ رأى أن هناك طفرة صعود سريع لموضة الطب النفسي جعلته بالنسبة لهم الخيار الوحيد لأية مشكلة تواجهم .!!! فهل هذه الخطوة صحيحة ياترى ؟ وهل طبيعة الدور المنوط بالأطباء النفسيين علاج مثل تلك المشكلات الحياتية ؟ وكيف يشخصون الحالات التي تأتيهم شاكية باكية من ظروف مجتمعية مثلا ؟ تقول المعلومة عن الكتاب والكاتب .. إن الأطباء وواضعو الدليل التشخيصي للأمراض النفسية حول تعريف أبسط الأمراض المستخدمة وكيفية تشخيصها يختلفون فمثلا ..اضطراب الصدمة مصطلح وتشخيص لم يكن يُستَعمَلُ إلا لتوصيف الصدمة الجسدية لكنه صار يُطلَق مؤخرا على أي أذى نفسي يتعرض له الإنسان، مع غياب الموضوعية في الحكم إذ يميل المريض أو طارق أبواب الأطباء النفسيين لتضخيم المشكلة كما ليس هناك من دليل علمي يستدل به على ماهية واسم المرض بشكل عام وبخصوصية أولئك بالمثل .. ليس هناك من استدلال مكتوب موحد على تشخيص حالة ( الاكتئاب الحاد ) لكنه اتفاق من قبل واضعي الدليل التشخيصي قد يراه المدقق أنه يتقاطع مع مايصفه المريض .
” فوكس” إحدى الأمهات التي لاحظت أن طفلتها تغير عندها مفهوم التنمر ففي الكتاب القصة ملخصة بتصرفي : بعد أن سمعت ابنتها المنهارة بسبب ذهاب أصحابها للسينما من دونها وحينما سألتها مابك قالت إنها تعرضت للتنمر والرواية لا تمت لمعنى التنمر بصلة فكرت الأم وتساءلت في نفسها : كيف تحول مفهوم التنمر عبر الأيام من الضرب أو السرقة أو التحرش اللفظي أو الجسدي إلى مجرد عدم الاصطحاب في خروجة أو نزهة ؟ لماذا أثر هذا الموقف البسيط بهذه الشدة في نفسية طفلتها لدرجة الانهيار ؟ وبصورة أكبر هل يعتبر هذا إنذار لجيل كامل تعرض لمشاعر مدللة فصارت نفسيته قابلة للكسر في أي موقف ولو بسيط ؟ هل يتغير العالم من حولنا وصار أقرب ما يكون لعالم من الهشاشة النفسية رقيق التحمل للمشاكل والضغوط ؟
” جين توينج ” أستاذة علم النفس الأمريكية ألفت كتابها المعنون ( جيل التقنية ) وفيه إجابات عن أسئلة مهمة قريبة مما ذكر أعلاه فكانت .. ( جيل التقنية : لماذا يكبر أطفال الإنترنيت اليوم أقل ثورية وأكثر تسامحا وأقل سعادة وغير مؤهلين تماما لمرحلة الرشد ؟! يقول الكاتب الدكتور اسماعيل عرفة معقبا : هل قرأت العنوان بأكمله ؟ إن العنوان وحده مثير للقلق … ويستطرد معلقا على محتوى كتاب توينج .. تتساءل توينج في كتابها هذا ( هل ينبغي أن نقلق بخصوص هذا الجيل من الشباب الهش ؟ )
كلما أمعنت في القراءة تأكدت أن الكتاب يحلل ما يحدث لبعض من الشباب والشابات المتأثرين شكلا ومضمونا أو مضمونا فقط بظاهرة الهشاشة النفسية مقدما حلولا عملية علمية بناء على تجارب ورئ مقترحها في وريقاته لتقوية النفس وتدريبها على الصبر وتحمل المسؤولية ولكن هذا لن يكون إلا بجيل من الآباء والأمهات غير متعرضين لمشكلة الهشاشة أصلا فيستطيعون انقاذ الجيل القادم أو الآني وإلا ففاقد الشيء عادة لا يعطيه … وأخمن أن الكبار أيضا قد يتعرضوا لهذا فكيف يربون جيلا أفضل لأن دكتور اسماعيل كما ورد في كتابه دون تصرف مني يقول عند جزء أسماه ( قف للطالب وفه التبجيلا ) : لك أكن أتخيل أن حجم هذه المشكلة قد تفاقم إلى حد أن مشرفتي القديمة بإحدى الفصول قالت لي من شدة غيظها من هؤلاء الأهالي الذين يتعاطفون مع أبنائهم ويتسامحون مع أي خطأ يرتكبونه ” كنت قديما أساعد أهلكم في تربيتكم بالمدرسة أما الآن فإني أربي الأطفال وأربي أهلهم كذلك .. ألأهالي لا يربون أطفالهم على شيء والطفل يظن أنه لا يستحق إلا أفضل معاملة في الوجود مهما ارتكب من أخطاء والأم والأب يدللون أبنائهم بطريقة مفرطة لم نعهدها من قبل ) وكان الموضوع عزيزي القارئ عندما يخطئ التلميذ ويتعارك في المدرسة ويذهب ليشتكي لوالديه أن المشرف عاقبه أو أخرجه من الفصل فتقوم القيامه على المدرس ولا يسأل الأهل ماذا فعل ابننا أو ينهرونه كما كما يفعل أهلنا معنا قائلين بالتأكيد المعلم لم يخطئ وأنت عليك احترام حرم المدرسة وحرمتها وهذا ما كتبته المدرسة الأمريكية موريس في كتابها ( بؤس المدرسة . رقائق الثلج المميزة . وهراء آخر ) فكان :
للتنفيس عما بداخلها من غضب جراء التدليل المبالغ فيه لجيل المراهقين وشعورهم الدائم بالتميز والتفوق بدون أي استحقاق لهم ومن أجل تدارك هذه الأزمة غير الطبيعية ….. وتشجيع الآباء والأمهات وإدارات المدارس لمعاملة الطلاب بطريقة أكثر خشونة وصرامة لأن المعاملة المدللة انتجت جيلا من رقائق الثلج المتبطرين على النعمة المنتظرين معاملة ملكية غير معترفين بأخطائهم ولا متحملين مسؤولياتهم .
في الكتاب ورد موضوع عن احتياج الإنسان الفطري للحب والعاطفة ومع تأخر سن الزواج لكثير من الأسباب قد ينجرف الشباب لعلاقات غير سوية ولنقل وهمية خاصة العلاقات الإلكترونية غير الصحية .. وهنا يجب أن تتفهم الأسرة حاجات أبنائها وبناتها واحتوائهم بشكل صحي وسليم ، وأن يأخذ الشباب بأسباب الوقاية من الانسياق إلى وهم الحب غير الناضج كما يرجع هذا لإهمال المجتمع لهم بعدم توفر حواضن تضمن لهم النمو النفسي والعاطفي السليم لشغل فراغا عاطفيا وإذا ما تداخلت المفاهيم المكتوبة حسب وجهة نظري فإن المؤدى لكل هذه المشاكل التي قدمها الكاتب والمعالجات أيضا كان سببها وسائل التواصل الاجتماعي التي رسخت أو لنقل عززت صفات مثل النرجسية وحب الذات لدى شباب الجيل بدء من شيء بسيط وسطحي جدا ان التبجح على الآخر بينهم يأتي بعبارة أنا صفحتي فيها من التفاعلات مايفوق صفحاتكم أي قيمته انحصرت في مايجنيه من تفاعلات ومشاركات على صفحته وهذا النظام البائس رسَّخ حالة غير مسبوقة من إحساس الفرد الزائف بذاته، وجعله يسعى بشكل مستمر إلى الوجود على الفضاء الإلكتروني، وقد يسعى إلى إثارة الجدل فقط من أجل الحفاظ التفاعل والأضواء .. ومن تلك الصفات التغيير من أجل التغيير، فأطول فترة لأي موضوع يتم مناقشته على وسائل التواصل لا تتجاوز الأسبوع في أفضل الأحوال ، أدى ذلك بالشباب إلى تقديس التغيير المستمر والإصابة بالملل السريع ، وتلاشت قدرتهم على التركيز واتباع روتين ثابت ، وهذا التسابق المحموم يتعارض مع قوانين الحياة التي تقرِّر ألا نجاح يأتي إلا بعد صبر طويل وعمل دؤوب دون توقُّف، وعندما لا يرى المتسرع نتائج فورية يصاب بالإحباط واليأس .
الكتاب يقع في ثماني أبواب كل باب يستقل بذاته لكنها تصب في موضوع الهشاشة النفسية ويقول الكاتب بتصرف إن الأكثر عرضة لتلك المسألة التربوية وليست الناجمه عن شيء إلا سوء التربية والاحتواء الحقيقي هي لا تصيب الطبقة الفقيرة في المجتمعات العربية التي لديها مشاكلها من نوع آخر والتي تبلغ 60% من الأمة العربية الكادحين .. إنما في الطبقة الوسطى والرأسمالية بغناها الفاحش المستشري هذا الزمن .. من العناوين التي استوقفتني في الكتاب ” رجال لكن مراهقون _ نساء لكن مراهقات _ جيل من رقائق الثلج _ النجدة ياصديقي ولكن من ماذا ؟ _ تضخيم الألم _ الهشاشة تربية وليست طبيعة …….. “
أخيرا قبل أن أغلق صفحات الكتاب والحديث عنه .. تناقشت والزميلة الأديبة / نيفين عزالدين الهوني عن فحوى ومحتوى الكتاب ومايمكن أن يقدمه من علاج اجتماعي دقيق لمن يقعون تحت طائلة هذه الهشاشة النفسية من مربين وبدورهم ينقلون التربية السليمة التي يتعلمونها في أولادهم فيتحسن الجيل فكان لها هذا الرأي الذي أسوقه هنا لمزيد من الاستفادة .. تقول الأستاذة الهوني :
الكارثة أكبر من ذلك غير خلقهم لجيل رخو .. فقد خلقوا مايدعم هذه الرخوة إذا صح التعبير .. سهلوا له الحصول على المال خلقوا له وسائل تساعده على ذلك بدء من ثورة وسائل التواصل الاجتماعي الي خلقت من النكرات نجوم وبالتالي أصبح الاسترزاق والاستعطاف والابتذال والتسول كلها مهن تمارس عادي جهارا نهارا على التيك توك غير مستهجنه وغير ممنوعة .. والأهم هو موضوع النبذ الاجتماعي لم يعد هناك يستخدم كعقاب ملزم للفرد لوجوده في الجماعه والجماعه لوجودها في المجتمع وهو بأن لا يفعل الفرد أو الجماعه هذا الشيء الذي يقصيها وإلا يمارس عليها عقاب اجتماعي هو النبذ .. أما العقاب القانوني لم يواكب هذا التطور المفزع والهائل وربما هذا العام بدأ تفعيله الأمن السوبراني وقانون العقوبات للجرائم الإلكترونية .. وضرب النبذ الاجتماعي كعقاب لدى كثير من مجتماعتنا العربية .. مع استسهال الحصول على المادة بطرق مبتذله ورخيصة ومحتوى غير أخلاقي أحيانا .. فلماذا يتعب الشاب ذهنه ويعصر ذاكرته للحصول على المادة ( المال ) وأسهل الطرق متاحة امامه بلا ضوابط مع خلق المبررات والشماعات التي يعلقون عليها فشلهم وإهمالهم وتسيبهم .. فهناك مصطلحات لم نكن نعرفها في جيلنا ( لا تكسروا نياط قلوبهم _ الشابة لديها قولون عصبي نظرا لكسر خاطرها لسبب …. و…… مع عدم العقاب في المدارس لكل تلك الترهات وظن الوالدين أنهم يواكبون التطور بعدم نهر أبنائهم وإبعادهم عن الخطر الكامن في التحديث التربوي المقصود منه تهشيش أبنائنا المسلمين والعرب جسمانيا ونفسيا معا .. مافعلته أنها ربت أجيال رخوة ) ولكنه جيل مظلوم لأن كل الأسس التربويه الصحيحه ميعت وأهملت وتركت وحل محلها جديد غير صالح _ ماذا سيكون جيل تربى أساسا على عدم تثبيت القيم فحتى الانسان الطبيعي والمربى بطريقة طبيعية كما جيل الآباء والأمهات يصيبه نوع من الإحباط وهو يرى أنه يسعى ويعمل ويفكر بينما صاحبه المقرب قد تجاوزه بمراحل دون أن يتعب فيصاب بالحزن والإحباط .. انتهاء بالذكاء الاصطناعي الذي أصبح يؤدي كل الأدوار نيابة عنهم دون أي خلق أو إبداع أو مجهود ومازال في طور التحديث والتطوير ببرامج قد تكون أشنع وأفدح لعدم استخدام الجيل لعقولهم واستحلاب أفكارهم والاعتماد على قوالب جهزت لهم فكيف سيكونون إلا رقائق ثلج هشة من كل النواحي تذوب سريعا .. والهوة بين الأجيال بدأت تتسع بشكل مخيف .
أما رأي مختصر للفنان الكبير المتعمق التربوي حقيقة محمد صبحي فيقول في أحد لقاءاته المهمة : لما الدوله تكرم ( بلطجي ) فالشباب سيرغبون أن يكونوا مثله .. لما جامعات كبيره يحتفلوا بأي شخص على إنه العبقري العظيم فكل الشباب سيرغبون أن يكونوا مثله ؟!!! . وأترك للقارئ تحليل علامة التعجب وعوج علامة الاستفهام ربما يحثه هذا على قراءة الكتاب المعالج كما رأيته فنستدرك قبل أن نُدرك في أبنائنا المعولين عليهم لمستقبل أيامنا ووطننا .
في الكتاب مقتطف يقول :
شعور الحب هو مجرد سبب واحد من أسباب كثيرة لنجاح الزيجات وبالمقابل فالأسباب الشائعة للطلاق ليست غياب الحب في البيت وإنما فساد السلوك وقلة المسؤولية وعدم الأمانة ونحو ذلك وهذه أمور غير متعلقة بالحب .
” ليست وظيفة التغيير بالقلب تغيير الواقع، وإنما منع الواقع من تغيير الإنسان ، ذلك أضعف الإيمان ، فإنك إن لم تغير الواقع غيرك ” .
” فى عالم السوشيال ميديا: نحن لا نحدد أهدافنا بأنفسنا بل يتم إجبار نمط تفكيرنا على سلوك مسار معين . “
” إن أغلبنا صار كالكراسى الهزازة ، نتحرك كثيراً لكننا لا نذهب إلى أى مكان ، هناك الكثير من الأفعال لكن لا يوجد تحولات فى حياتنا “
” من فضائل القوة التي يوجبها الإسلام أن تكون وثيق العزم، مجتمع النية على إدراك هدفك بالوسائل الصحيحة التي تقربك منه، باذلًا قصارى جهدك في بلوغ مأربك، غير تارك للحظوظ أن تصنع لك شيئًا، أو للأقدار أن تدبر لك ما قصرت في تدبيره لنفسك. فإن هناك أقوامًا يجعلون من الملجأ إليه ستارًا يواري تفريطهم المعيب وتخاذلهم الذميم، وهذا التواء كرهه الإسلام. فالمرء مكلف بتعبئة قواه كلها لمغالبة مشكلاته حتى تنزاح من طريقه، فإن ذللها حتى استكانت له فقد أدى واجبه. وإن غلب على أمره أمامها بعد استفراغ جهده كان ركونه إلى الله عندئذ معاذًا يعتصم به من غوائل الانكسار، فهو على الحالين قوي، بعمله أولًا وبتوكله آخرًا ” .
قراءة موجزة في الكتاب ل عفاف عبدالمحسن