أكد وزير الزراعة بالحكومة الليبية يونس بوحسن أن الوزارة قامت بمخاطبة رئاسة الوزراء وعدد من الجهات المختصة لإطلاق حملات تشجير واسعة تهدف إلى إعادة الغطاء النباتي في المنطقة الشرقية، وأشار الوزير إلى أن الحكومة الليبية ومؤسسات المجتمع المدني قد أبدت استعدادها الكامل لدعم هذا المشروع من خلال توفير الشتلات والأشجار اللازمة، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي المطلوب لزراعة حوالي مليون شجرة في المناطق المتضررة.
وأوضح بوحسن أن إعصار درنة الذي اجتاح المنطقة الشرقية قد ألحق أضراراً فادحة بالبيئة الزراعية، حيث أدت الكارثة إلى فقدان 85% من الأراضي الزراعية، مما تسبب في خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية، خاصة الخضروات والفواكه، وأضاف أنه تم تشكيل لجان مختصة لدراسة الوضع وتقديم التوصيات للحكومة لاتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة الأضرار وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
وقد تسبب إعصار درنة في دمار واسع النطاق في مناطق الشرق الليبي، مخلفاً آثاراً بيئية واقتصادية جسيمة، فقد جرفت الفيضانات والسيول مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وألقت بملايين الأطنان من التربة في البحر المتوسط، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المزارع والغابات، كما تضمنت الأضرار فقدان أكثر من 200 شجرة زيتون تجاوز عمرها الألف عام، و250 شجرة خروب، و100 شجرة بلوط، بالإضافة إلى نباتات طبية وعطرية ورعوية، مما أدى إلى تدهور النظام البيئي في المنطقة.
هذا وقد أكد الوزير بوحسن على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ هذا المشروع البيئي الطموح، مشيراً إلى أن إعادة الغطاء النباتي للمنطقة يعد خطوة حيوية في مواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تواجه البلاد.