أيام نتذكرها وحفر كيوم حزين في تاريخ الليبيين .. نتحدث عنه حزنا وتعميقا للجراحات أم نستلهم منه عبرا ونبعد شبح الأحزان المستبدلة بشيء من الجدية لتغيير الملامح الموجعة تربيت القلوب وإزاحة المشاهد المرجعة للذكرى الأليمة والتأكيد أن الله سبحانه ما قدر قدر إلا لحكمة .. مع كل ما يحدث منذ أيام قبل الحادي عشر من سبتمبر عبر القنوات وحكايا الناس والندوات والاجتماعات يقف المختصون النفسيون فيحذرون من إعادة عرض مشاهد لكارثة درنة وقد فصل الأمر الجلل بشكل تقريري علمي الاختصاصي النفسي والاجتماعي أ . خالد عطية ، متطرقا لأهمية دور الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في فترة ما بعد كارثة درنة وأن عاما ليس بزمن لاستقرار نفسي عند الجميع من عاشوا الكارثة ومن فقدوا أهلا وأحبة وصحبا ومكانا فيؤرقهم كل شيء ( نستولوجيا ) الإنسان والزمكان .. ونترك للاختصاصي النفسي طرح سبب رفضه القاطع ومن معه من مختصين اجتماعيين ونفسيين إعادة عرض مشاهد الكارثة دنيال فيقول :
_ بدأت بمبادرة شخصية بإعداد دورات تدريبية استهدفت الاختصاصيين الذين ينظمون فرق نفسية لأهالي درنة والمناطق المتضررة، بهدف تقديم الدعم ومعالجة (( اضطراب ما بعد الصدمة )) ، بمشاركة المدربة الدولية السورية (ماكلي كما) لمدة ثلاث أيام عبر تطبيق (جوجل ميت) وبلحمة إنسانية واهتمام كبير من الليبيين بمجرد الإعلان عن الدورات المكثفة سارع للمشاركة فيها عددا يصل إلى 48 اختصاصي من جميع أنحاء ليبيا وقد تضمنت 5 محاور أساسية .. الأول الإسعاف النفسي بعد مرور 15 يوم من الصدمة .. الثاني الدعم النفسي بعد مرور 3 أشهر أما المحور الثالث فعلاج أعراض ما بعد الصدمة لدى الأطفال والكبار .. والرابع الأعراض وكيفية التعامل معها .. والخامس والأخير عن إهمال الأعراض وتحولها إلى اكتئاب .. ومارست فرق المعالجة فعلا عملها على الأرض كعلاج ما بعد الصدمة ..
كل هذا وبعد مرور عام ماتزال حالات موجودة في مدينة درنة تعاني الآن من صدمات نفسية قوية ، خاصة مع دخول فصل الشتاء ونزول الأمطار تتجدد الذكريات ويشعرون بالخوف من الأمطار وبل وحتى مياه الاستحمام .. لهذا الحد هول المعاناة النفسية لديهم فهل نشعر حقا بهم … ونشاهد استمرار بث وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لصور وفيديوهات خاصة بالكارثة ساهمت في مضاعفة الحالة النفسية للناجين، وتسببت في مردود سلبي لهم .. فلماذا ننكأ الجراح !! ؟
من خلال المتابعة لما يحدث من تطورات في الجانب النفسي هناك اهتمام جزئي فقط بهذا الجانب ، بل هناك حالات يستوجب متابعتها ومعالجتها خاصة بمرور الذكرى الموجعة، حتى لا تتأزم الحالة ويصعب التدخل والعلاج ووجه عطية رسالة لكل الفضائيات الليبية يطالب فيها بعدم عرض مقاطع فيديو أو صور تذكر أهالي درنة بالفاجعة، مؤكدًا أنها ستساهم في تردي حالة الذين تعرضوا للصدمة النفسية وتعالجوا منها وعلمنا والحمد لله أنه تم وضع خطة علاجية نفسية اجتماعية من قبل الاختصاصيين الاجتماعيين المتواجدين في المؤسسات التعليمية إلى الآن ، وجميع الطلبة لديهم ملفات متابعة لوضع النفسي والاجتماعي لتأهيلهم كما يجب .
الاختصاصي النفسي / خالد عطية
____________________ **
تشير تقارير تابعة لمنظمة الأمم المتحدة (يونيسيف) إلى أن حوالي 300 ألف طفل تضرر من عاصف “دانييال”، وأكثر من 114 مؤسسة تعليمية تضم 1891.57 تلميذا من المناطق المتضررة، و 67 بالمئة من الأطفال المتضررين لديهم تغيرات سلوكية سلبية، و 48 بالمئة بحاجة ماسة إلى الدعم العقلي والنفسي المستمر.