احتفل التبو في ليبيا باليوم الوطني للثقافة التباوية الذي يحل في 15 سبتمبر من كل عام، الذي نظم في عدد من مناطق البلاد بحضور أهل الفكر والأدب الفنون وعدد من رجال السياسة ووجهاء وأعيان التبو وعموم الليبيين.
وخصص احتفال هذا العام للاحتفاء باللغة التباوية التي تعتبر واحدة من أهم ركائز الهوية الثقافية للتبو، وهي لغة قديمة تنتمي إلى اللغات الأفروآسيوية، يتم إحياؤها خلال الاحتفالات من خلال الأغاني التقليدية والشعر الشعبي.
ويتم عرض الملابس التقليدية التي تعكس التراث الصحراوي لمكون التبو، حيث تتميز بالألوان الزاهية والتصاميم الفريدة التي تتناسب مع المناخ الصحراوي القاسي.
ويتوزع التبو على دول الجوار الليبي بمنطقة الصحراء، حيث يبلغ تعدادهم في تشاد 375 ألف نسمة. وفي النيجر 130 ألف نسمة، وفي السودان 15 ألف نسمة، ويبلغ عدد الليبيين التبو حوالي 100 ألف نسمة موزعين على مدن سبها والقطرون ومرزق وأوباري بجنوب غرب البلاد وتازر والكُفرة بالجنوب الشرقي.
وأصبح يوم الثقافة التباوية مناسبة تنتظم خلالها فعاليات فنية وثقافية تهدف إلى نشر الوعي حول التحديات التي يواجهها التبو في الحفاظ على ثقافتهم في ظل العولمة. كما يمثل فرصة لمكون التبو للتواصل مع أجيالهم الشابة، وتقريبهم من تفاصيل تاريخهم وخصوصيات ثقافتهم، وأيضا للتعريف بالعالم حول التراث الثري لشعبهم. كما يمثّل هذا اليوم فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والاعتراف بتنوع الثقافات داخل الدول التي يعيش فيها التبو، مما يسهم في تعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين مختلف المكونات العرقية في تلك المجتمعات.
وفي العام 2014، أعلن رسميا عن تأسيس مركز الدراسات التباوية، وهو مؤسسة بحثية علمية تتسم بالصفة المرجعية في مجال اللغة والثقافة التباويين على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، ويُعدّ إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تتمتع بالأهلية القانونية والاستقلالية المالية.
وكان المركز وراء تأسيس اليوم الوطني للثقافة التباوية ليتم الاحتفال به في مختلف مناطق ليبيا، سواء التي يسكنها التبو في الجنوب، أو مدن الساحل الشمالي ومنها العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ومدن أخرى كمصراتة والزاوية والبيضاء وغيرها.
ويهتم المركز بإبراز ثقافة التبو والمحافظة عليها وقد تمّ تلخيص أهدافه في إنجاز وترجمة ونشر دراسات حول لغة التبو وثقافتهم وتراثهم وترجمة وتوثيق تاريخ التبو والمنطقة، والحفاظ على اللغة التباوية وتطويرها وجمع وتدوين مختلف تعابير الثقافة التباوية والعمل على أرشفتها وحمايتها، وتوثيق التاريخ الشفوي واللامادي للتبو الموزع بين الشعر الفصيح والشعبي، والقصة، والحكايات، إلى غير ذلك، ورسم السياسات التي تساعد على إدراج التبو في المنظمة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، والتعريف بقضايا التبو ودراستها وخدمة قضاياهم كمكوّن ثقافي أصيل وتعزيز وجود ومكانة الثقافة التباوية في الفضاءات والمحافل الوطنية والدولية، والتعاون مع المؤسسات والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية العاملة في مجال اهتمام المركز وعقد شراكات معها وإبرام عقود واتفاقيات تعاون بما يحقق أهداف المركز.
كما يهدف المركز إلى مساعدة الجامعات على تنظيم الحلقات الدراسية والأنشطة الكفيلة بدعم بحث وتطوير لغة التبو وثقافتهم، والإسهام في تنمية وتطوير مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية بتشجيع الباحثين في ميادين لغة وثقافة وتراث التبو، وتشجيع التنوع الثقافي والتعاون مع المنظمات ذات الاهتمام المشترك، وتشجيع الانفتاح على الآخر والتفاعل مع مكونات المجتمع المدني على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، وتنظيم الأنشطة الثقافية لجمع المخطوطات ذات العلاقة بثقافة التبو والثقافات المجاورة والمعاصرة لها، وفهرستها وتوثيقها.