المُرَوَس ُ أعلاه عنوان كتاب صدر حديثا أحتفى به عدد من المهتمين من جامعي التراث وغيرهم .. حيث يؤرخ للمراحل التاريخية من الموروث الثقافي والاجتماعي للمدينه جمعها وزين بكلماته حواشي الملمم من تفاصيل الإرث الحضاري والتراث الزمكاني المتواتر المنقول شفاهة وكتابة الباحث المؤرخ ( علي أحمد محمد يامي) .. جدير أن نذكر سوكنة وأهلها الرغم تحضرها كمدينة ضمن المدن الخمس المتميزة بالجنوب الغربي لليبيا (الجفرة _ هون . سوكنة . ودان . الفقهة . زلة ) ..
كتاب يامي الجديد المهم ( سوكنة أصالة تراث. فنون )
جاءت الدرر المؤصلة المؤرخة لكثير من الفنون والموروثات العينية واللفظية والمقتنايات والمعلومات التي تحتويها دفتيه في ( 137 _ مائة وسبع وثلاثين صفحة ) تستكمل العشرات من الصور والمخطوطات والخرائط لمعالم سوكنة التاريخية و الأثرية عبر ازمان مختلفة تستكمل معلومة مكتوبة وتثبتها .. ولأن في سوكنة يجذرون لكثير العادات والتقاليد الشعبية الموروثة باستمرارية بعض مايتماشى والحضارة الجديدة السائدة من الازياء والاكلات الشعبية والمعدات والتجهيزات المنزلية القديمة ذكرها بتجزئ غير ممل المؤرخ ” علي أحمد محمد يامي ) ذاكرا عدد الاسر والعوائل ومكونها الاجتماعي معرجا بين الطرق الزراعية الكانت والماتزال ساردا ألوانا من الفنون الشعبية القديمة المستمرة وما عاف عليها الزمن ..
الكتاب بمغلفه الدال عنه إذ يزدحم بالمرائي غير المزعجة للعين بما يجعل الخيال قبل القراءة حتى .. يغوص داخلا مشارب المحتوى ولا غرابة إذ تميزت مدن الجفرة برمتها بتلاوين الحياة واستخدامات البيوت الحديثة الآن للملفت الواضح من مقتنى كهوية أصيلة لم تنتزعها المدينة من جذور مدن ” رملها أسمر وتضمها الجبال السود ويزينها النخيل مع بسوق بني والبلح الأخضر والأحمر من ثمره .. فالرطب بمذاقاته واختلاف درجات لونه العسلي .. فالتمر المشهور بمسمياته ولذة مطعمه المشبع .. ومعينه الشافي الأبيض الطازج مايعرف ( باللاقبي ) عصير سيقان النخيل .. ( سوكنة أصالة تراب وفنون ) لم يغفل كاتبه أن يذكر بإسهاب مخصصا لتاريخ القوافل ومساراتها الصحراوية في ليبيا واهمية سوكنة كموقع جغرافي لتبيان الطرق والمناطق المارة بها الموصلة للمحاذين ولمسالك لا يدري بها إلا شخصيات بعينها يتوارثونها عبر الزمن ذكرهم أيضا لضلاعتهم بتتبع الأثر ودقة معرفة المسارب الخفية والمعلومة .. ومافتأ أن تطرق الباحث الصادق في التأرخة للمتأصل الباقي والقديم الباهت ولم يهمل تطرق لسرد كيفية المحافظة على تلك الهوية وقدرة الأهالي في سوكنة توريث الموروث بجمالياته وعمقه وكنه مافيه من قيم وشيم وأخلاقيات الليبي للأجيال المتعاقبة وتعلمهم المحافظة على الموروث الثقافي وحمايته من الاندثار من خلال شخوص بعينهم يجمعون كل ما يتعلق بسوكنة السكن والمسكن .
صاغته : عفاف عبدالمحسن