أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، رفض بلاده فكرة تقسيم الصحراء الغربية مع جبهة البوليساريو، التي أعاد طرحها مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا .
وخلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، قال دي ميستورا: “لقد قمت، بسرية تامة، باستئناف وإعادة إحياء مفهوم تقسيم الإقليم مع جميع الأطراف المعنية”، وفق محضر الجلسة.
وتعليقا على ذلك، أوضح بوريطة الإثنين، أن دي ميستورا طرح هذه الفكرة على الجانب المغربي خلال زيارته الرباط في أبريل.
وأضاف: “أكد الوفد المغربي آنذاك للسيد دي ميستورا، أن هذه الأفكار مرفوضة وغير مطروحة نهائيا”.
وتابع: “المغرب لم ولن يقبل حتى أن يبدأ في سماعها، لأنها تتعارض مع الموقف المبدئي للمملكة المغربية، وموقف كل المغاربة بأن الصحراء مغربية وجزء لا يتجزأ من التراب المغربي”.
وذكر أن الرباط سبق أن عبرت عن الموقف نفسه في العام 2020، “لما جاءت نفس الفكرة من عند جيمس بيكر (المبعوث الأممي حينها)، باقتراح من الجزائر، كما ذكر تقريره آنذاك”.
وأكد بوريطة أن “المغرب لا يتفاوض حول صحراءه”، بل “يتفاوض بشأن نزاع إقليمي مع بلد جار ينازع المغرب في سيادته على أرضه”.
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة، منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي”.
وهي موضع خلاف منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وتسيطر الرباط على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، وتقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.
وفي نهاية أكتوبر 2023، جدد مجلس الأمن الدولي دعوة أطراف النزاع إلى “استئناف المفاوضات” للتوصل إلى حل “دائم ومقبول من الطرفين” لكن المغرب يشترط التفاوض فقط حول مقترح الحكم الذاتي.
فيما تعارض الجزائر استئناف المفاوضات على نسق طاولة مستديرة، على غرار تلك التي نظمها في سويسرا المبعوث الأممي السابق الألماني سبق هورست كولر، الذي استقال من منصبه في العام 2019 بسبب عدم إحرازه نتائج تذكر في هذه القضية.