صلاح يوسف
وابتسامتك
هذا ماينقص صباحي
المُثقل بغيابك
يبدو الصباح
رث الثياب
كمتسولي الشوارع
رغم شمسه المشرقة
ونسماته الخجلى
التي تداعب وجهي برفق
وتذكرني
بأنفاسك الدافئة
الطريق التي تعج بالمارة
والمركبات المسرعة
كجواد جامح
كل هذه الحياة
التي تدب في أوصال المدينة
المتعبة
الرجل المسن
الذي يدخن غليونه
وكأنه يقبل أيامه البائسة
ونظراته الساهمة
وكأنه يحدق في الفراغ
تشبهني
لاشي أكثر فداحة
من غيابك
ذلك الكرسي الذي كان شاهداً
على أول لقاء
يجلس وحيداً من دوننا
حتى أزهار الحديقة
تنظر إلي في ملل
وتسألني عنكِ
ويدي المرتعشة
تفتقد إرتعاشة يديك
أين أنتِ في زحمة الغياب
تمر الأيام مزدحمة جداً
بغيابك
وأنا معلق على مشجب الوقت
كمعطف غادره صاحبه
إلى المجهول ولم يعد
ينام طيفك بين أحضاني
وتزدحم ذاكرتي بصورك
لينظم حركة السير
في قلبي المزدحم بغيابك