حواء القمودي
(( أ. الآن … )) .. أنظر إلى هذه الألف بهمزتها .. وأتساءل .. هل أنت همزة استفهام ،أم تُراك همزة استنكار،. أيهما تشيرين إليه وبين الاستفهام والاستنكار وشيجة ما ، أَ …الآن … كأن الهمزة تباغت ( الآن) ، التْو _ الذي يحمل في قلبه الحدث .. أ_ الآن !! وإشارة تعجب . تؤكد أنه (.استفهام إنكاري) ..
ها هي تواصل البوح .. (بعد أن تركتني / في المنتصف الرمادي / ادور على ذاتي ) ليس ثمة مواربة .. استفهام يستنكر هذي الحالة ( الرمادية) التي تخفي ولا تبين ، تصمت ولا تقول .. بل الأسوأ أنه ( المنتصف الرمادي ) ، الذي قد يحمل بعض أمل .. فحالة العشق تستجلب كل ما يشي بالأمل .. لذا ها هي في ذروة التشتت والبحث عن معنى ، تواصل البوح _ الكشف (و أبحث عن سبيل يلُّم شتاتي )… هذي الحالة الهلامية تتركها مشتتة ، بين الألم والأمل، اليأس والرجاء لذا هي تريد أن تلّم شتاتها….. وفي معجم المعاني / شتّه الوجد إذ بلبل فكره وحيّره .. لذا ما أصعب أن يلتئم ، ويعاود الثبات لكنني أواصل البحث وأقرأ .. وبين ( أ الآن!!) مع إشارة تعجب مكررة تعود .. ( الآن ) بدون همزة استنكار واستفهام كأنها تقول ، ها قد وصلت وعرفت ….. مع ( ما ) نافية تستكين .. ( الآن ..ما عادت الكلمات تعنيني ) هو اليأس الذي يجلب تلك الراحة ، راحة الفهم لذا … لم تعد تنتظر كلماته ، تلك الكلمات التي كانت تلتقط منها بصيص الأمل بل هي بيقين تقول : ( لم تعد تعنيني ) ثم تؤكد حالتها بجملةٍ تبدأ بالنفي حيث تنشيء ذاك السياج ، سياج اليأس الذي لن يتركها فريسة لتلك الحالة (( حيث اليأس _ لا أمل )) هي الآن … في حالة اليقين / اليأس الكامل (ولا رجعت الأيام بدفء الماضي ) .. لن تعود تلك الايام التي تدفأت بكلماته المنمقة ، ولن تعود هي إلى تلك الدائرة … الآن تتنسم الحرية ، خطواتها طليقة ، ولذا .. سيهمي المطر وتزهر الأيام حتما …….. * الشاعرة فهيمة الحجاجي تحاول ما يمكن أن أسميه : قصيدة الصورة ..

مع كل نص تكتبه تضع صورة التقطتها هي وأظن أن اختيارها للصورة المصاحبة يُنْشئ لديَّ كقارئة .. محاولة الربط بينهما (.النص ^ الصورة) الغيوم المتكاثفة ، التي تضفي على المشهد نداوة الحزن ، كأنها تخبرنا أو تؤكد تلك الحالة … التأرجح بين الأمل واليأس وذاك التساؤل / أ الآن / … وبين انتظار أن تتدفق الغيوم مطرا يروي الأرض كما انتظار العاشقة لذاك البوح _ اليقين الذي يؤكد ما تظنه حبا … أو / الآن / حين لا تُجدي الكلمات .. لأنها لم تعد تنتظرها.
النص للشاعرة فهيمة الحجاجي //
أَ الآن !!
بعد أن تركتَني في المنتصفِ الرمادي
أدورُ على ذاتي
وأبحثُ عن سبيلٍ يلمُّ شتاتي
الآن ، ما عادتِ الكلماتُ تعنيني
ولا رجعتِ الأيامُ بَدَفءِ الماضي
